انحراف العين  أو كما يسمى الحول هو عندما لا تكون العينين  متناسقتان بشكل صحيح ويشير بؤبؤ العين إلى اتجاهات مختلفة. فقد تنظر إحدى العينين للأمام بشكل مستقيم بينما تتحرك العين الأخرى إلى أعلى أو أسفل أو يمينًا أو يسارًا ويمكن أن يتبدل الانحراف من عين إلى أخرى. ويؤثر الحول على الرؤية، حيث يجب أن تهدف كلتا العينين إلى نفس المكان معًا للحصول على رؤية عميقة وثلاثية الأبعاد.  

كيف يحدث انحراف العين؟

يوجد ست عضلات للعين تتحكم هذه العضلات في حركة كرة العين بشكل متناسق، فمثلًا عندما تتحرك  العينين في إتجاه اليمين. تقوم العضلات بتنسيق حركتها معًا لتجعل بؤبؤ العينتين يقع على نفس الجسم المراد رؤيته ، من أجل التركيز على صورة واحدة بشكل صحيح. من الضروري أن تعمل جميع عضلات العين الست معًا حتى يستطيع الشخص رؤية صورة ثلاثية الأبعاد. في حالة الحول لا تعمل عضلات العين معًا لذلك تنحرف قرنية العين ولا يمكن التركيز على صورة واحدة.  

ما الذي يسبب انحراف العين أو الحول؟

من أجل أن تستطيع كلتا العينين  التركيز على هدف واحد، يجب أن تكون جميع العضلات في كلتا العينين متوازنة وتعمل معًا بشكل صحيح، ويتحكم المخ في هذه العضلات. لذلك فالسبب الرئيسي الأكثر شيوعًا هو حدوث خلل في حركة عضلات العين منذ الولادة. لكن يمكن أن يعاني الأشخاص البالغين من الحول من إذا كانت لديهم مشكلة يمكن أن تؤثر على عضلات العين. ومن ضمنها:  

• العوامل البيولوجية والوراثية يمكن أن تساهم بشكل كبير في الإصابة بالحول.
• الإصابة بقصر او طول النظر.
• المشاكل الصحية التي تؤثر على البصر مثل مرض السكري ومضاعفاته.
• الوهن العضلي الشديد أو الإصابة بأورام المخ أو السكتة الدماغية.
• التعرض للحوادث أو إصابات الرأس.
• تلف عضلات العين خلال إجراء عملية  جراحة العيون مثل إزالة المياه البيضاء.

  كانت هذه أهم الأسباب التي ينتج عنها انحراف في العين بشكل واضح، ومعظم البالغين المصابين بالحول مصابون به منذ الطفولة. ولكن في بعض الأحيان قد يظهر الحول في وقت لاحق في العمر.  

كيف يؤثر انحراف العين على الرؤية؟

في حالة  الرؤية الطبيعية، تركز كلتا العينين على نفس المكان، فيجمع المخ بين الصورتين من أعيننا في صورة واحدة ثلاثية الأبعاد (3-D). هذه هي الطريقة التي تسمى إدراك العمق. لكن عندما تكون إحدى العينين خارج المحاذاة، يتم إرسال صورتين مختلفتين إلى المخ. في هذه الحالة ومع إهمال العلاج. يتعلم المخ تجاهل صورة العين المنحرفة أو ذات الرؤية الأضعف، ويدرك فقط الصورة القادمة من العين المستقيمة أو ذات الرؤية الأفضل. ونتيجة لذلك، يفقد الشخص إدراك العمق. في حالة البالغين الذين يصابون بالحول منذ الطفولة يرى البالغ رؤية مزدوجة، هذا لأن أدمغتهم تعلمت بالفعل تلقي الصور من كلتا العينين، لا تستطيع أدمغتهم تجاهل الصورة من العين المقلوبة. لذلك يرون صورتين مشوشتين متشابهتين لكن بدون عمق.  

ما هي الأعراض المصاحبة للحول أو انحراف العين؟

هناك أعراض شائعة يشكو منها المصابون بالحول وتشمل الآتي:  

• ضعف في العين أو حولها، أو الشعور وكأن شيئًا ما يسحب حول عينيك.
• تغييرات  في الرؤية، مثل الرؤية المزدوجة (رؤية صورتين من صورة واحدة)، أو الرؤية الضبابية.
• صعوبة القراءة، أو فقدان إدراك العمق.
• إمالة الرأس أو تدويرها باستمرار لرؤية الصورة بوضوح.
• الشعور بانعدام الراحة في العين.
• الشعور بآلام الرأس والصداع.
• اضطرابات في الرؤية خاصةً في الليل.

  يمكن أن تكون أعراض الحول ثابتة مع بعض الأشخاص ويمكن أن تأتي وتذهب مع أشخاص آخرون.  

كيف يتم تشخيص الحول أو انحراف العين

يتم الكشف عن هذا الحول أثناء فحص العين الروتيني الشامل بنفس الأدوات والتقنيات المستخدمة للكشف عن قصر النظر وبعد النظر. لأن هذا الحول يكون مصحوبًا في الغالب بأعراض قصر وطول النظر ومن أهم الاختبارات التي يخضع لها المريض لتشخيص حالة انحراف العين هي:  

• اختبار شبكية العين.
• اختبار خاص بقياس حركة العين ومدى الانحراف.
• اختبار حدة النظر ودرجته حتى يستطيع الطبيب تحديد إلى أي مسافة يرى المريض بوضوح.
• اختبار انعكاس القرنية.

  في حالة كانت هناك أعراض جسدية أخرى مصاحبة لانحراف العين، فيقوم الطبيب بإجراء فحص للمخ والجهاز العصبي المركزي أو اختبارات معملية أخرى لتشخيص أي أمراض كامنة. "انحراف النظر.. تعرف على الأسباب وطرق العلاج"  

علاج انحراف العين

في هذه  الفقرة سنتطرق للحديث عن خيارات العلاج التي يمكن أن تساعد في علاج حول العين والتي منها:  

• الجراحة

هذا هو العلاج الأكثر شيوعًا للحول، يمكن أن تحسن الجراحة محاذاة العين وتساعد على استعادة الرؤية المناسبة، فعادةً. يحدث الحول عندما تكون  العضلات المحيطة بالعين إما متيبسة جدًا أو ضعيفة جدًا. يمكن لطبيب العيون أن يخفف أو يشد  أو يحرك بعض عضلات العين بحيث تصطف عضلات العين بشكل صحيح للعمل معًا. قد تكون هناك حاجة لأكثر من جراحة لعلاج الحول .   وعادةً ما تتم الجراحة في العيادات الخارجية في المستشفى أو مركز متخصص لعلاج أمراض العيون. بعد باستخدام التخدير العام أو الموضعي، يقوم طبيب العيون بعمل قطع صغير في الأنسجة التي تغطي العين للوصول إلى عضلات العين، يتم بعد ذلك تغيير موضع العضلات لمساعدة العينين على التوجيه في نفس الاتجاه. قد يلزم القيام بذلك في عين واحدة أو كلتا العينين، بعد جراحة الحول، يمكن العودة إلى الروتي اليومي في غضون بضعة أيام.  

• الليزر

هو العلاج الأكثر انتشارًا في الوقت الحالي والأنسب للجميع فهو علاج غير مؤلم ونتائجه مضمونة وسريعة للغاية. وينصح أطباء العيون باللجوء إلى جراحة الليزر إذا كان السبب الأساسي للحول هو ضعف الرؤية في إحدى العينين عن الأخرى بشكل ملحوظ بسبب قصر أو طول النظر بها.  

• تمارين عضلات العين

يمكن لطبيب العيون تعليمك تمارين لمساعدتك على تركيز كلتا العينين إلى الداخل، يمكن أن تساعدك هذه التمارين إذا كنت تعاني من "قصور التقارب". وذلك عندما لا تصطف عينيك بشكل صحيح للمهام القريبة، مثل القراءة أو عمل الكمبيوتر.  

• توكسين البوتولينوم (بوتوكس)

في بعض الحالات،  يمكن أن يساعد حقن هذا الدواء في عضلات العين في علاج الحول. هذا الدواء يضعف حركة العضلات التي تمنع عينيك من الاصطفاف بشكل صحيح. ويمكن أن يستمر تأثيره لبضعة أشهر فقط، أو يمكن أن يحسن بشكل دائم محاذاة العين.  

نصيحة مغربي

انحراف العين أو الحول هو مشكلة مرضية بجانب أنه مشكلة تجميلية مزعجة للغاية، لذلك من الضروري علاجها في وقت مبكر حتى لا تؤثر سلبًا على مستوى الرؤية على المدى البعيد. فلم يفت الأوان أبدًا لعلاج الحول ولست مضطرًا للعيش مع الانزعاج والمشاكل التي تسببها العيون المنحرفة. لذا بمساعدة طبيب العيون الخاص بك، يمكنك العثور على علاج للحول بكل سهولة.