يعَد التخدير الموضعي من الإجراءات التي لا غنى عنها في العديد من المجالات الطبية، حيث توفر التحكم في الألم. ستتناول هذه المقالة كيفية عمل التخدير الموضعي، وأنواعه واستخداماته، والآثار الجانبية الممكنة.

ما هو التخدير الموضعي؟

التخدير الموضعي (local anesthesia) هو نوع شائع من التخدير الذي يُستخدم في العديد من الإجراءات الطبية والجراحية الصغيرة. يُركز هذا التخدير على الجزء المصاب فقط، مما يؤدي إلى منع إحساس الألم في المكان المستهدف دون الحاجة إلى فقدان الوعي كما هو الحال في التخدير الكلي.التخدير الموضعي هو دواء يخدر منطقة معينة من الجسم. وعلى عكس التخدير العام الذي يجعلك فاقدًا للوعي، فإن التخدير الموضعي يحجب الإشارات العصبية في المنطقة المستهدفة فقط، مما يمنعك من الشعور بالألم، وتظل مستيقظًا ومنتبهًا أثناء الإجراء.

تتم العملية عن طريق إعطاء المريض جرعة مناسبة من أدوية التخدير مثل ليدوكايين أو ميبيفاكايين، سواء من خلال محلول، أو كريم مثل إملا كريم. عادةً، يُستخدم التخدير الموضعي في إجراءات مثل جراحة الأسنان، ختان الأطفال، أو شفط الدهون، وكذلك في عمليات تجميل مثل زراعة الشعر أو bbl.

والتخدير الموضعي خيار آمن وفعال في حالات العملية الصغرى، مثل استئصال الأورام البسيطة أو تكميم المعدة بالمنظار. سيقوم الطبيب أو أخصائي التخدير بإجراء التخدير باستخدام تقنيات متقدمة مثل الموجات فوق الصوتية لتحديد الطرف أو الأعصاب المستهدفة لضمان تحقيق الهدف بأقل مضاعفات ممكنة.

وفقًا للدراسات، توجد نسبة نادرة من المخاطر المرتبطة باستخدام التخدير الموضعي، لكن استعمال الجرعات الصحيحة من قبل الأطباء يقلل بشكل كبير من حدوث المضاعفات. في الورشة الطبية الأخيرة بمركز طبي في إسطنبول، أُشير إلى أهمية التخدير الموضعي كوسيلة تسكين حديثة وفعالة تلبي احتياجات المرضى بأقل تدخل جراحي.

كيف يعمل التخدير الموضعي؟

يعمل التخدير الموضعي عن طرق حجب قنوات الصوديوم في الخلايا العصبية بشكل مؤقت. هذه القنوات ضرورية لنقل الإشارات العصبية، بما في ذلك إشارات الألم، إلى المخ. من خلال حجب هذه القنوات، يقاطع المخدر إشارات الألم، مما يمنعك من الشعور بأي انزعاج في المنطقة المخدرة.

ما هي أنواع التخدير الموضعي؟

تشمل أنواع التخدير الموضعي وفقاً لطريقة الاستخدام ما يلي:

التخدير الموضعي السطحي

يتضمن التخدير الموضعي السطحي وضع مخدر موضعي مباشرة على الجلد أو الأغشية المخاطية (بطانة الفم والأنف وما إلى ذلك). يخترق المخدر الأنسجة السطحية لتخدير النهايات العصبية في تلك المنطقة. يتوفر على شكل كريمات ومراهم وجل وبخاخات وسوائل ولصقات. تشمل استخداماته ما يلي:

• تخدير الجلد قبل الحقن، على سبيل المثال، التطعيمات، بدء الحقن الوريدي.
• تخفيف الألم الناتج عن تهيجات الجلد البسيطة، وحروق الشمس، ولدغات الحشرات، أو الحروق البسيطة.
• تخدير الفم قبل الإجراءات السنية، حيث يستخدم غالبًا بالتزامن مع الحقن للعمل بشكل أكثر فعالية.
• تقليل الانزعاج أثناء إجراءات تشخيصية معينة، على سبيل المثال، إدخال قسطرة بولية.

يتميز التخدير الموضعي السطحي أن غير جراحي، وسهل التطبيق، وجيد التحمل بشكل عام.، لكنه يخدر فقط الطبقات السطحية من الأنسجة؛ وغير مناسب للإجراءات الأعمق.

التخدير الموضعي عن طريق الحقن

يتضمن التخدير الموضعي عن طريق الحقن حقن المخدر الموضعي مباشرة في الأنسجة المحيطة بالمنطقة المراد تخديرها. هناك طريقتان رئيسيتان:

• التسلل الموضعي: يتم حقن المخدر مباشرة في الأنسجة المحيطة بموقع الجراحة. غالبًا ما يستخدم هذا للإجراءات الصغيرة مثل إزالة الآفات الجلدية أو خياطة الجروح.
• حصار العصب: يتم حقن المخدر بالقرب من عصب معين أو مجموعة من الأعصاب، مما يمنع النبضات العصبية من منطقة أكبر تغذيها تلك الأعصاب. يستخدم هذا للإجراءات على منطقة أكبر، مثل خلع اليد أو القدم أو الأسنان.

تشمل استخدامات التخدير الموضعي عن طريق الحقن ما يلي:

• الإجراءات السنية، مثل الحشوات، الخلع، قنوات الجذر.
• الإجراءات الجراحية البسيطة، مثل الخزعات، إزالة الشامات، الخياطة.
• الإجراءات التشخيصية، مثل حقن المفاصل.
• إدارة الألم، مثل حقن نقاط الزناد.

يوفر التخدير الموضعي عن طريق الحقن خدرًا أعمق وأكثر تمركزاً من التخدير الموضعي، لكن يمكن أن يسبب حقنه خطر ضئيل للإصابة بالعدوى أو تلف الأعصاب.

التخدير الموضعي النخاعي (أو التخدير فوق الجافية/النخاعي)

يستهدف التخدير الموضعي النخاعي هذه الفئة الأعصاب المحيطة بالحبل الشوكي، مما يوفر خدرًا لمناطق أكبر من الجسم. هناك نوعان رئيسيان:

التخدير الشوكي:

يتم حقن حقنة واحدة من المخدر الموضعي في السائل النخاعي (CSF) في القناة الشوكية، وعادةً في أسفل الظهر. يؤدي هذا إلى تخدير الأعصاب في النصف السفلي من الجسم. يستخدم غالبًا في العمليات الجراحية التي تشمل أسفل البطن والحوض والوركين والساقين، مثل عمليات الولادة القيصرية واستبدال الورك وبعض الإجراءات البولية.

يظهر تأثير هذا النوع سريعاً وويسبب استرخاء جيد للعضلات. لكن يزول التأثير بسرعة نسبيًا؛ غير مناسب للإجراءات الطويلة.

التخدير فوق الجافية:

يتم حقن مخدر موضعي في الحيز فوق الجافية، المنطقة المحيطة بالحبل الشوكي. يمكن إدخال أنبوب رفيع (قسطرة) للسماح بالإعطاء المستمر للمخدر، يستخدم عادة لتسكين الآلام أثناء المخاض والولادة، وكذلك لبعض جراحات البطن والحوض والساقين. يمكن استخدامه أيضًا لإدارة الألم بعد الجراحة.

يمكن أن يوفر تسكينًا مستمرًا للألم لفترات أطول؛ يسمح بمستويات متفاوتة من الخدر. لكن بداية الخدر تكون أبطأ من التخدير الشوكي. هناك خطر ضئيل للإصابة بالعدوى أو تلف الأعصاب.

ما هي استخدامات التخدير الموضعي؟

التخدير الموضعي في طب الأسنان

التخدير الموضعي هو أداة لا غنى عنها في طب الأسنان الحديث، حيث يوفر للمرضى تجارب مريحة وخالية من الألم أثناء الإجراءات المختلفة. ويتمثل استخدامه الأساسي في تخدير الفم، مما يتيح لأطباء الأسنان إجراء علاجات مثل الحشوات والخلع وعلاج قنوات الجذر وجراحات اللثة دون التسبب في أي إزعاج.

عادة ما يقوم أطباء الأسنان بإعطاء التخدير الموضعي عن طريق الحقن، واستهداف أعصاب محددة لتحقيق تخدير موضعي في المنطقة التي يتم علاجها. مما يضمن أن تتأثر المنطقة الضرورية فقط، مما يقلل من أي خدر غير مرغوب فيه في أجزاء أخرى من الفم. في بعض الحالات، يمكن تطبيق التخدير الموضعي قبل الحقن لتقليل الإحساس بوخز الإبرة نفسها.

التخدير الموضعي في الجراحة البسيطة

في مجال الجراحة البسيطة، يلعب التخدير الموضعي دورًا في تسهيل مجموعة واسعة من الإجراءات بأقل قدر من التدخل وأوقات التعافي السريعة. يتم استخدامه عادةً لإجراءات مثل الخزعات للحصول على عينات من الأنسجة لأغراض التشخيص، وإزالة الآفات الجلدية مثل الشامات والثآليل، وعلاج أظافر القدمين الغارزة في الجلد، وخياطة الجروح أو التمزقات.

تعد التقنية الأكثر شيوعًا هي التسلل الموضعي، حيث يتم حقن المخدر مباشرة في الأنسجة المحيطة بموقع الجراحة. بالنسبة للإجراءات التي تنطوي على مناطق أكبر، يمكن استخدام الكتل العصبية لتخدير عصب معين أو مجموعة من الأعصاب، مما يوفر التخدير لمنطقة أكثر اتساعًا. يسمح استخدام التخدير الموضعي في هذه الإجراءات الجراحية البسيطة للمرضى بالبقاء مستيقظين ومنتبهين طوال الإجراء، مما يقلل من المخاطر ووقت التعافي المرتبط بالتخدير العام.

التخدير الموضعي في الولادة

أحدث التخدير الموضعي ثورة في الولادة، حيث يوفر خيارات فعالة لإدارة الألم أثناء المخاض والولادة. ويعد التخدير فوق الجافية هو تقنية مستخدمة على نطاق واسع توفر تخفيفًا كبيرًا للألم أثناء المخاض مع السماح للأم بالبقاء واعية والمشاركة بنشاط في عملية الولادة. يتم توصيل الأدوية المخدرة من خلال قسطرة توضع في الحيز فوق الجافية، المنطقة المحيطة بالحبل الشوكي. وهذا يسمح بتسكين الألم بشكل مستمر ويمكن تعديله حسب الحاجة طوال فترة المخاض.

بالنسبة للولادات القيصرية، غالبًا ما يكون التخدير الشوكي هو الطريقة المفضلة، حيث يوفر تخديرًا سريعًا وكاملاً للجزء السفلي من الجسم. وهذا يسمح بولادة جراحية آمنة وفعالة مع تقليل المخاطر المرتبطة بالتخدير العام لكل من الأم والمولود.

التخدير الموضعي في الإجراءات التجميلية

في مجال الإجراءات التجميلية، يلعب التخدير الموضعي دورًا حيويًا في تقليل الانزعاج وضمان راحة المريضة أثناء العلاجات المختلفة. يتم استخدامه بشكل متكرر لإجراءات مثل حقن البوتوكس لتقليل التجاعيد، وحقن الحشو الجلدي لاستعادة الحجم وتعزيز ملامح الوجه، وعلاجات الليزر لتجديد البشرة أو إزالة الشعر، والجراحات الجلدية البسيطة مثل إزالة علامات الجلد أو العيوب الصغيرة.

يمكن استخدام التخدير السطحي أو التخدير الموضعي القابل للحقن اعتمادًا على الإجراء. يعمل التخدير الموضعي على تخدير سطح الجلد، مما يجعله مناسبًا للعلاجات الأقل تدخلاً. كما يوفر التخدير الموضعي القابل للحقن تخديرًا أعمق وأكثر موضعيًا، وهو مثالي للإجراءات التي تنطوي على أنسجة أعمق.

ما هي طرق التحضير قبل التخدير الموضعي؟

يجب اتخاذ بعض الاحتياطات الأساسية قبل التخدير الموضعي، مثل:

• أخبر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك عن تاريخك الطبي الكامل، بما في ذلك أي حساسية، والأدوية التي تتناولها (الوصفة الطبية، والأدوية المتاحة دون وصفة طبية، والمكملات الغذائية)، وأي ردود فعل سابقة للتخدير.
• اتبع تعليمات طبيبك فيما يتعلق بتناول أدويتك المعتادة قبل الإجراء. قد تحتاج بعض الأدوية، مثل مميعات الدم، إلى تعديل.
• يمكنك تناول الطعام والشراب بشكل طبيعي قبل تلقي التخدير الموضعي. ومع ذلك، قد يقدم لك طبيبك تعليمات محددة اعتمادًا على الإجراء.

ما هي الآثار الجانبية الشائعة للتخدير الموضعي؟

تشمل الآثار الجانبية الشائعة ما يلي:

• ألم أو كدمات في موضع الحقن.
• خدر أو وخز.
• الدوار أو الدوخة.
• الصداع.
• ارتعاش العضلات أو الارتعاش.

ما الفرق بين الفرق بين التخدير الموضعي والتخدير الكلي؟

الفرق بين الفرق بين التخدير الموضعي والتخدير الكلي يتمثل في أن الأول يحافظ على وعي المريض، مما يجعله خيارًا مفضلاً في حالات أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل الكلى. والموضعي يُعتبر خيارًا شائعًا بين الأطفال والبالغين في تركيا ودول أخرى، حيث يُستخدم أيضًا في علاج الخصية أو إجراء عمليات تجميل الوجه

الأسئلة الشائعة

كم تستغرق مدة التخدير الموضعي؟

يبدأ تأثير بعض أنواع البنج الموضعي خلال دقيقتين إلى خمس دقائق وتستمر حتى ساعتين.

هل التخدير الموضعي يفقد الوعي؟

لا. لا يسبب التخدير الموضعي فقدان للوعي أو مخاطر الأخرى