انفصال الشبكية الجزئي

يعد انفصال شبكية العين سواء انفصال الشبكية الجزئي أو الكلي من الحالات الطارئة ، التي تستدعي التعامل معها طبيا بشكل طاريء وسريع حيث أن عامل الوقت يلعب دوراً كبيراً في مصير قدرة العين على الابصار  مرة أخرى، أو فقدان البصر ومن المعروف أن الشبكية هي الطبقة الموجودة في الجدار الخلفي للعين، والتي تتكون من أنسجة حساسة للضوء تستقبل الضوء الساقط عليها وتقوم بتحويلها إلى اشارات عصبية يتم ارسالها عبر العصب البصري الى المخ ليقوم بترجمتها الى الصورة التي تراها العين.

كيف يحدث انفصال الشبكية الجزئي؟

يبدأ انفصال الشبكية عن مكانها الطبيعي بدءًا من الأطراف ثم ينتقل إلى الوسط وقد يحدث بشكل تدريجي وجزئي أو قد يحدث فجأه وبشكل كلي، ويطلق الانفصال الشبكي على انفصال الشبكية عن المشيمة وهي المسئولة عن توصيل الغذاء إلى الشبكية، والانفصال يعني انفصال الغذاء عنها مما يؤدي إلى تعطل وظيفتها وتصبح غير حيوية، وفي بعض الحالات قد تتعرض شبكية العين إلى التمزق في بعض الأماكن الصغيرة بها، وهذه المناطق تسمى "التمزق الشبكي"  أو"ثقوب الشبكية" والتي بدورها أيضًا تؤدي إلى انفصال الشبكية.

أسباب الإصابة بانفصال الشبكية

ترسل الشبكية الموجودة في مؤخرة العين إشارات إلى الدماغ مما يمكننا من الرؤية وبدون إمداد الدم إلى الشبكية، فإن الخلايا العصبية فيها تموت مما يؤدي إلى فقدان قدرة الإبصار وعادة ما يحدث الانفصال الشبكي نتيجة انخفاض سماكة الشبكية، وضعفها مع تقدم السن وينتج عن ذلك حدوث تمزق أو ثقب في الشبكية، بمجرد حدوث هذا التمزق فإن الشبكية قد تنفصل عن الجدار المحتوي على الأوعية الدموية الغلاف المشيمي. وقد تحدث الأسباب نتيجة إرتطام الرأس أو العين بقوة يتسبب ذلك في حدوث تمزق صغير بالشبكية أو انفصال جزئي والذي قد يتطور الى انفصال كلي، ما إذا لم يتم التعامل معه وعلاجه سريعا كما ذكر من قبل حيث ان انفصال الشبكية الجزئي يسمح بتسرب سائل الجسم الزجاجي الخلفي للعين وذلك: من خلال هذا الانفصال تحت الشبكية فيؤدي لانفصالها بعيداً عن الانسجة الداعمة لها مثل الفقاعة على جدران، بالإضافة إلى جراحات المياه البيضاء وحالات قصر النظر الشديد الذي لم يتم تصحيحه الأكثر عرضة للإصابة بانفصال الشبكية المرتبط بتقدم السن على الرغم من أن احتمالية الإصابة تبقى ضئيلة. لأنهم عادة يولدون بشبكية أقل سماكة من الشبكية الطبيعية، بسبب وجود تاريخ صحي عائلي مع حالات انفصال بالشبكية، وغالبا ما يسبق انفصال الشبكية الجزئي انفصال الجسم الزجاجي الخلفي كما انه يحدث مع بعض الالعاب الرياضية أو الانشطة التي تزيد من الضغط على العين، مثل القفز بالمظلات أو الغوص وذلك نتيجة لاجهاد العين ورفع الاحمال الثقيلة في بعض الحالات قد يحدث تمزق الشبكية إذا تعرضت العين لإصابة مفاجئة، كضربة على الوجه، إلا أن هذا الوضع أقل شيوعاً.

أعراض انفصال الشبكية الجزئي

انفصال الشبكية الجزئي ليس بالضرورة أن  يكون مؤلما فقد يحدث دون علامات منذرة مسبقة وظهور وميض أو ومضات من الضوء، وشعور بثقل في العين وظهور أو رؤية عوامات او مايشبه خيوط الشعر خاصة في الجانب الصدغي من الرؤية المركزية. وقد يسبق انفصال الشبكية الجزئي ظهور أعراض إنفصال الجسم الزجاجي الخلفي مثل: ظهور ظل كثيف من الأجزاء المحيطة والذي يتطور حتى يصل الى الرؤية المركزية و رؤية الخطوط المستقيمة وكأنها تظهر بشكل منحني فقد تام للرؤية المركزية نقاط سوداء أو بقع تطفو ضمن مجال الرؤية عادة ما تكون عين واحدة مصابة. تأثير شبكي ناتج عن رؤية عدد كبير من الأجسام الطافية – البعض قد يلاحظ شكلاً واحداً كبيراً أسود يطفو ضمن مجال الرؤية مثل ذبابة:

• ومضات ضوء قصيرة مفاجئة (لا تتجاوز مدتها ثانية واحدة) تظهر أمام العين المصابة.
• رؤية ظل معتم يظهر كستارة من الجانب الخارجي لمجال الرؤية في العين المصابة.
• رؤية مشوشة تبدأ قدرة الإبصار بالتراجع في العين المصابة في حال عدم علاجها فوراً، ويظهر تأثير ظل أو ما يشبه “ستارة سوداء” تمتد على مجال الرؤية، إذا شعر المريض بوجود ظل أمام عينه فمن المهم .والضروري جداً استشارة طبيب العيون فوراً قبل أن يمتد الظل إلى مركز الرؤية
• عادة ما يحدث الانفصال الشبكي في عين واحدة، إلا أن إصابة إحدى العينين يعني أن هناك فرصة بنسبة 1 من 10 أن يحدث إنفصال شبكية العين الأخرى، وفي حال شعرتم بأي من هذه الأعراض يجب اعتبارها إشارات تحذير وينبغي عليكم مراجعة طبيب العيون فورًا.
• يفسر الانفصال الجزئي لشبكية العين على أنه تمزق الشبكية، وتعد هذه مرحلة ماقبل الانفصال الكلي للشبكة والذي قد يؤدي للعمى التام.ولذا فمن المهم جدًا استشارة طبيبك على الفور ما اذا شعرت بأي من الاعراض التي تم ذكرها والخضوع لفحص العين وفحص قاع العين بعد وضع قطرات لتوسيع حدقة العين لرؤية الجزء الخلفي منها.

علاج انفصال الشبكية الجزئي للعين: التدخل السريع بالعلاج يساهم بشكل كبير في إنقاذ القدرة على الإبصار مرة اخرى وتلافي حدوث العمى التام. أولا: العلاج بالكي أو التبريد باستخدام الليزر ثاني: تثبيت الشبكية الهوائي وذلك من خلال حقن فقاعات غاز يقوم فيها عامل التوتر السطحي المقابل للهواء، والمياه بسد هذا الثقب أو التمزق في تمتص شبكية العين إلى مكانها بالخلف وتكون نسبه الفئة الانفصال الشبكي حالة نادرة فعلى سبيل المثال، تصيب هذه الحالة شخصاً واحداً من بين كل 10,000 شخص كل سنة في المملكة المتحدة، فإن معظم الحالات تؤثر على كبار السن عمر 60 إلى 70 سنة أما الانفصال الشبكي الناتج عن إصابة فقد يصيب الأشخاص من أي فئة عمرية، بما في ذلك الأطفال.  

ما هي نسبة نجاح عملية انفصال الشبكية؟

أظهرت الدراسات والأبحاث العلمية، التي أجريت بشأن عمليات انفصال الشبكية، أن نسبة نجاح هذه الجراحة، تتخطى الـ 85% بالنسبة للحالات التي خضعت لعملية واحدة، في حين تخطت النسبة الـ 95% للحالات التي أجرت العملية الثانية، وكشفت نفس الدراسات أن المريض، يحتاج عدة أشهر قبل عودة بصره إلى حالته السابقة قبل الانفصال.  

بعد عملية انفصال الشبكية

عادة لا تتطلب عملية انفصال الشبكية، البقاء في المستشفى، ولكن هناك حاجة لإتباع تعليمات وإرشادات الطبيب خلال مرحلة ما بعد العملية ومنها:  

• التقليل من النشاط الفيزيائي في الأيام الأولى للعملية.
• الحرص على إبقاء الرأس بوضعية معينة لعدة أيام لتتمكن الشبكية من العودة إلى مكانها الطبيعي والالتحام.
• تجنب السفر عبر الطائرة أو الذهاب للمناطق المرتفعة عن سطح البحر لعدة أسابيع.
• تجنب التعرض لأشعة الشمس.
• الحرص على ارتداء واقي للعين لحمايتها.
• تجنب ممارسة أي أنشطة عنيفة.

 

عوامل الخطر

  هناك بعض العوامل الرئيسية التي تلعب دورا كبيرا في زيادة خطر الإصابة بانفصال الشبكية، وقد تؤدي في النهاية إلى الإصابة بهذا المرض.   ومن هذه العوامل ما يلي:  

• تزداد مخاطر الإصابة بانفصال الشبكية، في حال وجود تاريخ عائلي بالمرض.
• الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر.
• الأشخاص الذين أجروا جراحة إزالة الكتاركت.
• عند التعرض لإصابات مباشرة في العين، مثل الحوادث.

 

الوقاية من انفصال الشبكية

لأن الوقاية خير من العلاج، فلا بديل عن إتباع هذه الطرق والإجراءات الوقائية لتجنب التعرض للإصابة بمرض انفصال الشبكية، أو على أقل تقدير الحد منها.  

• إذا كنت من الأشخاص المعرضون للخطر، فيجب زيارة الطبيب مرة أو مرتين في العام على الأقل.
• الحرص على حماية العين من التعرض لأي صدمات مباشرة، خاصة للرياضيين.
• ارتداء النظارات الواقية عند التعامل المباشر مع أي مواد كيميائية.
• السيطرة على الأمراض المزمنة، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، لمنع تمزق الشبكية.
• مراجعة طبيب العيون عند الشعور بقصر النظر، أو ظهور بعض الأعراض مثل ومضات الضوء والعوامات وفقدان الرؤية المحيطية.

 

نصيحة مغربي

مما لا شك فيه، فإن فحص العين الروتيني، من أبرز وأهم الأمور التي يجب أن يحرص عليها الشخص من أجل الحصول على التشخيص المبكر لأمراض العيون بما في ذلك انفصال الشبكية، لاسيما وإن كان من الأشخاص المعرضون للخطر، الأمر الذي يتطلب زيارة طبيب العيون مرة واحدة في العام على الأقل.