تعتبر العيون هي مصدر الرؤية لدى الإنسان فهي نعمة عظيمة أنعم الله علينا بها ، وتعد مشكلة ضعف النظر أكثر المشاكل والأمراض انتشاراً بين الأشخاص مع اختلاف فئتهم العمرية، حيث أن العديد من الأشخاص يعانون من هذا المرض ويحرمهم ذلك من التمتع بنعمة البصر ورؤية الألوان والأشخاص المقربين لقلوبهم، لذلك تم اختراع وصناعة النظارات الطبية عام 1280م علي يد الفيزيائي الإيطالي "سالفينو دويلي أرماتى"،بعد أن تعرض لإصابة شديدة في عينيه، وتطورت على مر العصور إلى أن أخذت شكلها الحالي المعروف، ولم تقتصر تطورات حلول مشكلة ضعف النظر على النظارات الطبية وحسب، بل أصبحت لها العديد من الطرق العلاجية الأخرى "كالعدسات اللاصقة و العمليات الجراحية التي تصحح الأخطاء الانكسارية بالعين وتسمى بعملية الليزك ".

من الجدير بالذكر أن هناك تفاوت من شخص لآخر في قدرته على الرؤية وذلك ما يسمى بنسبة ضعف النظر، وهذا الاختلاف يكون بسبب بعض العوامل الوراثية أو البيئية ولكل نسبة ضعف طرق العلاج التي تناسبها والتي يقوم الطبيب المختص بتحديدها.

أعراض ضعف النظر

• المعاناة أثناء القراءة والكتابة.
• رؤية توهجات حول الأضواء.
• الشعور بالصداع والدوار.
• إعتام العين
• صعوبة القيادة.

أسباب ضعف النظر

إن مرض ضعف البصر، له أسباب عديدة تؤدى إلى حدوثه، وهي:

• الأخطاء الانكسارية غير المصححة.
• الساد غير المعالج جراحياً (الماء البيضاء).
• الزرق أو الجلوكوما
• التنكس البقعي الذي يصيب كبار السن.
• الإستجماتزم.

الأخطاء الانكسارية غير المصححة

تعرف ايضا بإسم الحسر أو مد البصر أو اللابؤرية، وهذا ما يؤدى إلى معاناة المصاب بقصر النظر أو طول النظر، حيث أن حالة قصر النظر ناتجة عن تجميع وتركيز الضوء قبل الشبكية،ويؤدى ذلك إلى تشوش الأشكال والأجسام البعيدة وتكون غير واضحة المعالم، فتجعل المصاب بهذه الحالة يعانى من صعوبة رؤية الأجسام البعيدة ، في حين أنه يري الأجسام القريبة بوضوح.

أما في حالة طول النظر فهي ناتجة عن تركيز الصورة خلف الشبكية فتجعل المصاب يري الأشكال والأجسام البعيدة واضحة، وتجعله يعانى من صعوبة رؤية الأشكال والأجسام القريبة، وتكون غير واضحة بالنسبة له، وحالة طول النظر في الغالب ما يصاب بها كبار السن وهى أقل شيوعاً من حالة قصر النظر، وهذا المرض يضم أنواع وأعراض أخرى مثل: الإستجماتزم، وطول النظر الشيخوخي.

وسنتحدث فيما يلي عن مشكلة قصر النظر، وطول النظر وعلاج كلاً منهما:

قصر النظر

كما أوضحنا فيما سبق أن هناك حالات ناتجة عن تجميع وتركيز الضوء أمام الشبكية، ويؤدى ذلك إلى تشوش الأشكال والأجسام البعيدة وعدم وضوحها، بينما الأشكال والأجسام القريبة تكون واضحة له.

ويتم التعرض للإصابة بهذه الحالة عن طريق عدة أسباب وهي:

• أسباب وراثية.
• ومؤخراً يكون ذلك بسبب إجهاد وإرهاق العين والتي يتسبب بها التقدم التكنولوجي وذلك بسبب الاستخدام الخاطئ لأجهزة الكمبيوتر و الهواتف المحمولة و التليفزيون لفترات طويلة مما يؤثر بالسلب على العين ويؤدى إلى ضعفها.

لذلك يجب على الشخص المصاب بضعف النظر, الذهاب إلى الطبيب المختص ومتابعة نصيحته لاستخدام الحلول والطرق المختلفة في علاج هذه المشكلة:

• إما عن طريق استخدام النظارة الطبية.
• استخدام العدسات اللاصقة.
• أو إجراء العمليات الجراحية المعروفة باسم الليزك، لتصحيح النظر وإصلاح الجزء المتضرر من العين

طول النظر

تعد هذه الحالة أقل شيوعاً من قصر النظر، وهي في الغالب ما تصيب كبار السن، هي ناتجة عن تركيز الصورة خلف الشبكية، وذلك بسبب عدم انحناء القرنية بالشكل الكافي، أو إذا كانت مقلة العين قصيرة، فذلك يمنع تركيز الضوء بشكل مباشر،فتجعل المصاب يري الأشكال والأجسام البعيدة بشكل واضح، ولكنها تجعله يعاني من صعوبة رؤية الأشكال والأجسام القريبة وتكون غير واضحة بالنسبة له.

ومن أسبابها أيضاً حول العينين:

فقد يتعرض بعض الأطفال للإصابة بحول العينين، وذلك بسبب مرض طول النظر، ولعلاج هذه الحالة يجب استخدام نوع خاص من النظارات الطبية.

ومن أعراض مشكلة طول النظر

• إرهاق العيون.
• الشعور بحرقة في العيون.
• عدم الإحساس راحة العين بشكل عام.
• صعوبة الرؤية القريبة فيضطر المصاب إلى ضرورة التحديق لرؤية الأجسام أكثر وضوحاً.
• الإحساس بالصداع.                 

نسبة ضعف النظر عن بعد:

• خفيف: عندما لا تزيد ولا تقل حدة الإبصار عن 12/6
• معتدل: عندما لا تزيد ولا تقل حدة الإبصار عن 18/6
• حاد: عندما لا تزيد ولا تقل حدة الإبصار عن 60/6
• العمى: عندما لا تزيد ولا تقل حدة الإبصار عن 60/3

الساد غير المعالج جراحياً أو (الماء البيضاء)

يطلق عليه الماء البيضاء أو الكتاراكت، وهذا المرض يصيب فقط عدسة عين العين، التي توجد خلف الحدقة، فيصيبها بالعتمة ويغشيها لتصبح العدسة غير شفافة، مما يجعل المصاب يعاني من ضعف البصر وعدم وضوح الرؤية، ويصيبه بالساد الذي يجعله لا يطيق الضوء القوى، وأثناء الليل يعاني المصاب من ضعف شديد في الرؤية أكثر من النهار ووهج حول مصادر الضوء، ومن الممكن أن يتمكن المرض من إصابة عين واحدة أو كلتا العينين.

الزرق أو الجلوكوما 

يطلق عليه أيضا الماء الأسود، المياه الزرقاء، أو الجلوكوما، أو الماء الأزرق، و يسبب تلف خلايا وأنسجة العصب البصري، نتيجة ارتفاع الضغط العين، وعند إهمال المصاب في استشارة الطبيب المختص في الكشف عن حالته، وإن لم يتم الاهتمام بهذا النوع من الامراض فإنه قد يؤدى إلى تلف العصب البصري كليا، ومن ممكن أن يفقد المصاب نعمة الرؤية.

الإستجماتزم

وهي تسمى حالة اللابؤرية، وهي تجمع بين عدم القدرة على رؤية الأشياء القريبة والأشياء البعيدة على حدٍ سواء.

نسبة ضعف النظر

بالنسبة للشخص السليم عند مرور الضوء خلال القرنية إلى العدسة وبعدها إلى الشبكية فمن الطبيعي أن تقع الصورة على الشبكية كي يتمكن الشخص من رؤية الأشياء البعيدة والقريبة واضحة، ولكن إذا لم تقع على الشبكية فيكون هناك بعض عيوب الإبصار.

في حالات الضعف الشديد تكون نسبة النظر أقل من 3/60، بينما في حالات ضعف حدة النظر تتراوح النسبة من  60/3 و 6/60 وهذا ما يُطلق عليه الهبوط الحاد في الرؤية، وتبلغ نسبة ضعف النظر 6/60 في حالات حدة النظر المتوسطة.

كيفية حل مشكلة ضعف البصر

• يجب علي المريض سرعة الذهاب إلى الطبيب المختص ومتابعته.
• إجراء فحص شامل للعينين.
• ولكن لا يعتبر استخدام النظارة الطبية علاجاً لضعف النظر، ولكن يعتبر حل مؤقت ولكن لإصلاح الأجزاء التالفة يكون ذلك عن طريق عملية الليزك.                                

الثورة الطبية لحل مشكلة ضعف النظر

في ظل التطورات الطبية والتجارب المتعددة التي أجريت على المرضي الذين يعانون من مرض ضعف النظر الشديد، إلى أن توصلت هذه التطورات إلى علاج فقدان البصر عن طريق عمليات زراعة الخلايا الجذعية في قرنية عين المريض، وهى تعتبر احدث طرق علاج فقدان البصر أو العمى، حيث توصلت التجارب والدراسات التي أجريت على 16 مريض مصاب بنقص الخلايا الجذعية في جامعة أدنبرة، عن طريق زرع خلايا جذعية بديلة من قرنيات متبرعين متوفين، وكانت نتائج هذه التجارب والدراسات مدهشة، حيث أن هذه التجارب أدت إلى تحسن مستوى الرؤية بشكل ملحوظ، وتم نشر هذه النتائج في صحيفة "ستيم سيلز  ترانزيشونال ميديسن".