ما هي الغدد الصماء ؟ هو واحد من أكثر الأسئلة شيوعًا والذي نسعى في سياق هذا التقرير للتعريف بها, الغدد الصماء من أهم الأجهزة التي تتحكم في وظائف الجسم الحيوية مثل النمو، والتكاثر والخصوبة، ونسبة السكر في الدم، وتنظيم عمليات الأيض والنوم والحركة. سميت الغدد الصماء بهذا الاسم لأنها تقوم بإفراز الهرمونات مباشرةً إلى الدم دون الحاجة إلى قنوات لتوصيل هذه الهرمونات.  

ما هي الغدد الصماء ؟

هي مجموعة من الغدد التي تقوم بإفراز العديد من الهرمونات التي تنتقل عبر الدّم لجميع أجزاء الجسم، وتساعد الخلايا والأنسجة في القيام بالوظيفة الخاصة بها. من أهم هذه الغدد:

• الغدة الدرقية

توجد هذه الغدة في المنطقة السفلية من مقدمة الرقبة، ويبلغ طولها من  12 إلى 15 مم، وظيفتها إفراز هرمون الثيروكسين، وهرمون ثلاثي يود الثريونين، حيث تعمل هذه الهرمونات على تنظيم عمليات الأيض والنمو، كما أنها تساعد في زيادة إنتاج البروتينات.

• الغدد الجار درقية

هي مجموعة من الغُدد التي توجد بالقرب من الجانب الخلفي للغدّة الدرقية وهي عبارة عن 4 غدد تعمل على إفراز هرمون الغدّة الجار درقيّة، حيث يعمل هذا الهرمون على حفظ توازن نسب الكالسيوم في الجسم.

• الغدة الصنوبرية

هي الغدد المسئولة عن إفراز هرمون الميلاتونين الذي يعمل على ضبط إيقاع الساعة البيولوجية بالجسم، ومن الجدير بالذكر أنه يوجد العديد من الأبحاث لاكتشاف الوظائف الأخرى التي تقوم بها هذه الغدة كما أثبتت بعض الدراسات أن انخفاض هذا الهرمون في الدم يؤثر سلبيًا على الصحّة النفسية للشخص.

• البنكرياس

يقع البنكرياس خلف المعدة في الجزء العلوي الأيسر من البطن، ويُقسم البنكرياس إلى قسمين أساسيين وهما:

• • غدد خارجية الإفراز

تمثل هذه الغدد النسبة الأكبر حيث تمثل حوالي 95% من غدد البنكرياس، تعمل هذه الغدد على إفراز الإنزيمات الهاضمة للكربوهيدرات، والدهنيات، والبروتينات.

• • غدد صماء

وتتمثل وظيفة هذه الغدد في إفراز هرموني الأنسولين والجلوكاجون وهما المسؤولان بشكل أساسي ومحوري عن تنظيم نسبة  السكر في الدم.

• • الغدة النخامية

تقع هذه الغدة داخل الجُمجمة في تجويف عظمي، وتُقسم هذه الغدة إلى قسمين أمامي وخلفي و يتميز كل قسم بنوع معين من الهرمونات يقوم بإفرازها. بالنسبة للهرمونات التي تُفرزها الغدة النخامية الخلفية فمن أشهرها هرمون الأوكسايتوسين، أما الغدة الأمامية تسمى الغدة الرئيسية (المايسترو) وذلك لأنها تقوم بإفراز الهرمونات المتحكمة بوظائف الغدد الأخرى.

• • الغدد التناسلية

تتمثل هذه الغدد في الخصيتين عند اَلذُّكُور، والمبيضين عند الإناث، وتعمل على إفراز هرمون التستوستيرون وهرمون الأستروجين ومسؤولة عن الخصوبة والوظائف الجنسية.

• • الغدة الكظرية

تقع هذه الغدة فوق كل من الكلية اليُسرى واليمنى لذلك تعرف أيضًا بالغدة فوق الكلوية، تعمل هرموناتها على تنظيم عمليات الأيض بالجسم، كما تحافظ على توازن نسبة الماء والأملاح في الدم، ومن أبرز الهرمونات التي تفرزها الغدة الكظرية هو هرمون الكورتيزون الذي يعمل على التحكم بمستويات معدل السكر في الدم و الحفاظ على ضغط الدم طبيعيًا.

"اكتشف … أخطر وأهم 6 معلومات عن الغدد الصماء"  

العوامل المؤثّرة في وظائف الغدد الصماء

يوجد العديد من العوامل التي تؤثر في إفراز الهرمونات أو توصيلها إلى الأنسجة، مما ينعكس سلبيًا على وظائفها ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:

• العمر: الشيخوخة ومن علامتها اختلال معدلات إفراز الهرمون بالزيادة أو النقصان، بالإضافة لاختلاف استجابة الأنسجة والخلايا للهرمون.
• الأمراض: بعض الأمراض المزمنة قد تؤثر بشكل مباشر على نشاط الغدد الصماء إذ يُمكن أن ترتفع أو تنخفض نسبة بعض الهرمونات بسبب هذه الأمراض.
• التوتر والإجهاد: عند تعرض الإنسان للإجهاد الذهني أو البدني يُفرز هرمون الكورتيزون بكميات أكبر وفي حالة عدم استجابة الغدّة الكظريّة لهذه الإجهادات قد تكون حياة الإنسان مهددة بالخطر.

 

أبرز الأمراض المرتبطة بالغدد الصماء

قد يتسبب ارتفاع مستوى الهرمونات أو نقصانها عن المستوى الطبيعي في ظهور العديد من أمراض الغدد الصماء مما يؤدي بطبيعة الحال إلى اضطراب وظائف الجسم المختلفة. نذكر من هذه الأمراض ما يلي:

• متلازمة كوشينغ

يسبب زيادة إفراز هرمون الكورتيزون في الإصابة بما يسمي بمتلازمة كوشينغ ، ومن أعراضها:

• • زيادة الوزن وظهور حب الشباب.
  • ظهور علامات تمدد الجلد على البطن بلونٍ وردي نتيجةً لزيادة الوزن المفاجئة.
  • يعاني المرضى الذكور من ضعف الشهوة الجنسيّة، وضعف الخصوبة.
  • يعاني الإناث من زيادة شعر الجسم وسماكة ملمسه، كما تعاني من عدم انتظام الدورة الشهريّة.

• مرض السكّري

قد يسبب وجود خلل في إفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس أو بسبب مقاومة الخلايا له إلى الإصابة بمرض السكري وهو ارتفاع مستوى سكر الجلوكوز بالدم، ويوجد نوعين لهذا المرض يختلفان عن بعضهما بالأسباب ويشتركان في نفس الأعراض.

وأبرزها:

• • زيادة عدد مرات التبول.
  • الشعور الدائم بالعطش.
  • الجوع الشديد.
  • الشعور بالإجهاد لأقل مجهود.
  • فقدان الوزن غير المُبرر.
  • تشويش الرؤية.
  • بطء التئام الجروح.

• فرط نشاط الغدة الدرقية

إنتاج كميات كبيرة من هرمون الثيروكسين، يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، فترفع المعدلات الطبيعية لعمليات الأيض مما يتسبب في ظهور بعض الأعراض المزعجة.

ومنها:

• • الشعور الدائم بالعصبية و التوتر.
  • الشعور بالتعب و الإرهاق بعد أقل مجهود.
  • التحسس بالحرارة حتى في الجو البارد.
  • الإحساس بتورم في الغدة الدرقية.
  • نقص الوزن بشكل ملحوظ دون حمية أو سبب مبرر.
  • زيادة سرعة دقات القلب.
  • شعور برعشة في الأطراف وعدم القدرة على السيطرة عليها.
  • اضطرابات في النوم.
  • اضطرابات في الدورة الشهرية عند النساء.

والجدير بالذكر أن أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية إما مناعية مثل متلازمة جريفز، أو وجود التهاب في الغدة أو بسبب وجود أحد الأورام فيها.

• خمول وتكاسل الغدة الدرقية

هو إنتاج مستويات أقل من المستوى الطبيعي لهرمون الثيروكسين، مما ينتج عنه بطء في عمليات الأيض، ومن أعراض كسل الغدة الدرقية ما يلي:

• • حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية عند النساء.
  • الإصابة بالإمساك المزمن.
  • الشعور الدائم بالاكتئاب والتوتر.
  • جفاف الشعر وتساقطه.
  • الإصابة بجفاف الجلد
  • التعب والإرهاق لأقل مجهود.
  • التحسس من البرودة.
  • بطء في نبضات القلب.
  • تورم الغدة الدرقية.
  • زيادة كبيرة في الوزن دون سبب.

قد يحدث خمول وكسل نشاط الغدة الدرقية بسبب مرض مناعي يقوم فيه الجسم بمهاجمة خلايا الغدة الدرقية، ولا يوجد علاج لهذه الحالة إلا تناول حبوب الثيروكسين الدوائية.

 

علاج مشاكل الغدد الصماء

يعتمد علاج الغدد الصماء على علاج سبب المشكلة أصلًا أو استعادة مستويات الهرمونات التي تفرزها في الدم. قد ينصح الأطباء بتناول بعض الأدوية لضبط مستوى الهرمون كما يجب على المريض اتباع الآتي:

• أخذ قسط كاف من الراحة، وعدم التعرض للإجهاد.
• يجب الحرص على تناول البروتينات والدهون الصحية والألياف.
• محاولة تقليل تناول السكريات والكربوهيدرات المكررة.
• الحفاظ على نظام غذائي متوازن.
• يجب الحرص على ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
• الحرص على تناول الشاي الأخضر.
• تناول الأسماك والأطعمة التي تحتوي على أحماض أوميجا (3) بكثرة.

 

طب أمراض الغدد الصماء

جهاز الغدد الصماء يشمل كل من البنكرياس والغدة الدرقية وغدة الدريقية وهي الغدة المجاورة للغدة الدرقية، والغدة الصنوبرية ومنطقة ما تحت المهاد والغدة الكظرية والغدة النخامية والمبيضين والخصيتين. كما يتضمن العديد من أعضاء الجسم الأخرى التي تستجيب للهرمونات أو تُعدّلها أو تقوم باستقلابها (الأيض). ويهتم طب أمراض الغدد الصماء بتحديد ةالعلاقة بين التغذية والأمراض البشرية من أجل تحسين صحة الفرد والحفاظ عليها، إلى جانب علاج مجموعة من اضطرابات الغدد الصماء وحالات الخلل الوظيفي. يشمل طب أمراض الغدد الصماء الحالات التالية:

• داء السكري.
• التغذية.
• اضطرابات الكالسيوم هشاشة العظام
• الاضطرابات النخامية التناسلية الكظرية
• اضطرابات الغدة الدرقية
• طب المتحولين جنسيًا والخناث
• زراعة الأعضاء

ويعتبر طب الغدد الصماء عبارة عن دراسة معقدة للعديد من الهرمونات وتأثيرها واضطرابها داخل الجسم. لذلك فإن الغدد الصماء تعرف على أنها الأعضاء التي تعمل على إنتاج الهرمونات وهي المواد التي تُساعد في التحكم في أنشطة الجسم وتؤثر في عملية الأيض، والإنجاب، وامتصاص الغذاء والاستفادة منه، والنمو، إلى جانب أن الهرمونات تتحكم في الطريقة التي يستجيب من خلالها الكائن إلى البيئة المحيطة به، كما أنها تساعد في توفير الطاقة اللازمة للعديد من الوظائف.  

طبيب الغدد الصماء

طبيب الغدد الصماء هو طبيب مدرب تدريبًا خاصًا، إلى جانب تدريبه الأساسي في طب الباطنة، خاصة وأن بعض الاضطرابات مثل انخفاض إنتاج هرمون الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية هي اضطرابات خاصة بالغدد الصماء، ويمكن لطبيب الغدد الصماء فقط اكتشاف مثل هذا الاضطرابات وتشخيصها وعلاجها. ولكن هناك بعض الاضطرابات الأخرى قد تتعلق بالغدد الصماء والأعضاء الأخرى مثل العقم، فمثل هذا الأمر قد يحتاج إلى فهم طبي أعمق من طبيب الغدد الصماء لتحديد اختصاص الطبيب الأخر المعالِج؛ مثل طبيب أمراض النساء والتوليد في حالة العقم، والتعاون معه للعلاج. ومن أبرز الأمراض التي يمكن لطبيب الغدد الصماء اكتشافها، مرض السكري، حيث يُصاب المرء بالسكري نتيجة إفراز البنكرياس هرمون الأنسولين بنسبة غير ملائمة؛ مما يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم وتف العديد من الأعضاء. ويمكن لطبيب الغدد الصماء التعامل مع مرض السكري بالحميات الغذائية والأدوية التي تقلل من نسبة السكر في الدم، مثل الأنسولين، إلى جانب التعامل بشكلٍ مباشر مع مرضى السكري لمتابعتهم ومنع حدوث مشكلات صحية.  

نصيحة مغربي

الغدد الصماء، عديدة ومتنوعة داخل جسم الإنسان، والتي تحتوي على الكثير من أنواع الغدد، لذلك فإن تعرض أي منها لمشكلة ما قد يؤثر على صحة الإنسان بشكل كبير وواضح، لذلك فمن المهم والضروري، عند ظهور أي أعراض من شانها التأثير على الصحة العامة للإنسان، التوجه فورًا للطبيب، والحصول على العلاج المناسب، لتجنب حدوث أي مضاعفات خطيرة.