علاج التهاب الضرس يعتمد في المقام الاول على تحديد نوع الالتهاب، وذلك من خلال بعض الإجراءات والفحوصات الطبية التي يقوم بها الطبيب ومن ثم تحديد العلاج المناسب.
وهو ما نتعرف عليه بمزيد من التفاصيل في سياق هذا التقرير.
ما هو التهاب الضرس
التهاب الضرس هو ما يعرف علميًا بالتهاب يصيب لب الأسنان، وهو عبارة عن نسيج رخو يحتوي على الأعصاب، بجانب الأوعية الدموية الموجودة داخل أنسجة الضرس الصلبة.
قد يكون التهاب الضرس حادًا أو مزمنًا، ومع إهمال العلاج يصل في النهاية إلى موت عصب الضرس، بسبب عدم وصول الدم إليه.
أسباب التهاب الضرس
يصاب الضرس بالالتهاب نتيجة للعديد من الأسباب والعوامل، ويختلف حدته من شخص لآخر، وذلك حسب السبب. ومن ضمن هذه الأسباب ما يلي:
- الإصابة بأحد أمراض اللثة، مثل الالتهاب أو الحساسية.
- تسوس الأسنان، وذلك عن طريق البكتيريا التي تقوم بنخر السن وتصل إلى لب الأسنان.
- عن طريق بقايا الطعام العالقة بين الأسنان واللثة، والتي تعتبر بيئة خصبة لنمو البكتيريا.
- تعرض الأسنان للضغط الشديد، كما هو الحال في حالات صرير الأسنان (الصك على الأسنان أثناء النوم بشكل لاإرادي مما يسبب عملية احتكاك الأسنان ببعضها وتآكلها).
- تعرض الأسنان لضربات مباشرة في حالات الحوادث.
- الإصابة بكسور الأسنان.
- الإصابة بكسور حشوات الأسنان.
- تعرض الضرس لدرجة حرارة مرتفعة.
- الإصابة بورم في العظم المحيط بالأسنان.
- الإصابة بالتهاب الجيوب اللثوية.
العلاقة بين التهاب الضرس وخراج الأسنان
هناك علاقة وطيدة بين الإصابة بالتهاب الضرس، وخراج الأسنان، خاصة وأن الالتهاب عند وصوله إلى جذور الأسنان وما حولها، يلعب دورًا كبيرًا في تكون الخراج من مادة تسمى القيح وهي مادة ناتجة عن بقايا كريات الدم البيضاء الميتة، وبقايا الأنسجة والبكتيريا، مما يؤدي إلى تكاثر البكتيريا ووصولها إلى كل قنوات السن، ومنه إلى العظم.
وتتمثل أعراض خراج الأسنان، في الشعور بآلام شديدة عند الضغط على الضروس، وقد يتسبب أيضًا في ظهور تورم وانتفاخ بالوجه أو الفك.
"التشخيص والعلاج … تعرف على أسباب وأعراض خراج الأسنان"
أنواع التهاب الضرس
هناك نوعان رئيسيان، لالتهاب الضرس، النوع الأول يسمى بالتهاب الضرس القابل للإصلاح، أما النوع الثاني فيعرف باسم التهاب الضرس غير القابل للإصلاح، ومن خلال السطور التالية نتعرف على هذين النوعين بمزيد من التفاصيل.
-
التهاب الضرس القابل للإصلاح:
ويتبين من اسم نوع الالتهاب، بأنه من النوع الذي يمكن علاجه عن طريق زوال السبب المؤدي للالتهاب، مثل معالجة حشوات الأسنان المتسوسة، خاصة وأن حجم الضرر الواقع على الضرس بسيطًا.
حيث يشعر المريض في هذه الحالة ببعض الأعراض مثل الحساسية عند تناول الأطعمة الباردة أو الساخنة، أو عند تناول الأطعمة الغنية بالسكريات، والشعور بآلام مزعجة عند الضغط على الضرس.
-
التهاب الضرس غير القابل للإصلاح:
وعلى العكس تمامًا، فيعتبر هذا النوع من التهاب الضرس صعب العلاج في ظل شعور المريض بآلام شديدة بشكل مستمر، وتزداد هذه الآلام عند تناول الأطعمة والمشروبات الساخنة والسكرية.
فضلًا عن صعوبة تحديد مكان الألم بشكلٍ دقيق، خاصة وأن الألم قد يمتد إلى الوجه والرقبة، والأذن.
علاج التهاب الضرس
مما سبق، نستطيع القول، أن علاج التهاب الضرس، يعتمد على تحديد نوع الالتهاب، سواء كان من النوع القابل للإصلاح، أو غير القابل للإصلاح.
وذلك من خلال تشخيص الطبيب لنوع الحالة بشكلٍ دقيق بواسطة بعض الفحوصات والصور الإشعاعية، ومن ثم البدء في العلاج، حسب الخطة التي يرسمها الطبيب.
علاج التهاب الضرس القابل للإصلاح
يقوم طبيب الأسنان بعد فحص حالة الالتهاب وتحديد نوعه، في تحديد العلاجات المناسبة وتشمل:
- القيام بحشو النخور السنية الموجودة في الأسنان.
- إصلاح الجزء المتضرر من الضرس.
- وضع بعض المواد التي تقوم بمعالجة الحساسية على عنق السن في حال تراجع اللثة عنه.
- فحص حيوية السن، بعد التخلص من أعراض الالتهاب وذلك للتأكد من عدم موت لب السن.
- يطلب الطبيب من المريض المتابعة الدورية لمراقبة أعراض الالتهاب.
علاج التهاب الضرس غير القابل للإصلاح:
في هذه الحالة، يقوم الطبيب بالبدء في إجراءات المعالجة اللبية، التي تهدف إلى إزالة أنسجة الأسنان كاملة، نتيجة تضررها من الالتهاب.
على أن يبدأ بعد ذلك الطبيب في تعقيم قنوات الضرس وتنظيفها وتجهيزها لوضع حشوة العصب بداخلها، أو وضع تيجان سنية، وبهذه الطريقة يكون قد تم إصلاح الضرس بطريقة صحيحة وسليمة، وقد يظل سليمًا مدى الحياة.
أما في حالة ظهور خراج الأسنان، فيتم علاجه عن طريق منح المصاب بعض أدوية المضادات الحيوية، مثل البنسلين، إلى جانب فتح السن لإخراج المحتويات الملتهبة منه، وكذلك فتح الخراج، وتصريف المواد الموجودة بداخله.
كيفية الوقاية من التهاب الضروس
من الممكن تجنب الإصابة بالتهاب الضروس، من خلال اتباع بعض التدابير والطرق الوقائية الصحيحة، التي تساهم بشكل كبير جدًا في منع الإصابة بالتهاب الضرس.
وتتمثل هذه الطرق في الخطوات والإجراءات التالية:
- الحرص على تفريش الأسنان، بواقع مرتين في اليوم، باستخدام فرشاة الأسنان الناعمة، والمعجون الذي يحتوي على مادة الفلورايد.
- استخدام خيط الأسنان الطبي، في التخلص من بقايا الطعام العالقة بين الأسنان واللثة.
- استخدام غسول الفم الطبي، بشكل يومي، بعد تفريش الأسنان، لضمان التخلص من بقايا الطعام العالقة بين الأسنان.
- الحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدات والسكريات، على أن يتم تنظيف الأسنان جيدًا عقب تناولها.
- الحد من تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الثلاث الرئيسية اليومية.
- مراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري بواقع مرتين في العام، للحفاظ على صحة وسلامة أسنانك.
نصيحة مغربي
الوقاية خير من العلاج، كما هو الحال في مشكلة التهاب الضرس، التي تكون مؤلمة ومزعجة حال الإصابة بها.
لذلك فإن اتباع الطرق الوقائية السابق ذكرها، من أهم واقصر طرق الحفاظ على سلامة وصحة الأسنان والضروس، خاصة وأن مراجعة الطبيب بشكل دوري تجنبك الإصابة بمضاعفات مشاكل الأسنان.