Aug 15, 2024
سكر الحمل (الأسباب والأعراض والعلاج)
سكر الحمل أو ما يعرف باسم داء السكري الحملي (يشار إليه أحيانًا باسم GDM)، هو أحد أشكال مرض السكري الذي قد يحدث أثناء فترة الحمل، معظم النساء يشفين من داء السكري بعد ولادة أطفالهن. ومع ذلك، قد تستمر معاناة بعض النساء من ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بعد الولادة ، يتم تشخيص هذا النوع من مرض السكري عند ظهور مستويات أعلى من الجلوكوز في الدم لأول مرة أثناء الحمل.  

سكر الحمل

سكري الحمل هو أسرع أنواع مرض السكري نموًا، ويؤثر على آلاف النساء الحوامل، فنتائج الدراسات والأبحاث تؤكد أن ما بين 12٪ و 14٪ من النساء الحوامل يصبن بالفعل بسكري الحمل، ويحدث هذا عادةً في الأسبوع 24 إلى 28 من الحمل. لذلك يجب اختبار جميع النساء الحوامل لمرض السكري الحملي بعد 24-28 أسبوعًا من الحمل (باستثناء النساء المصابات بالفعل بمرض السكري)، يجب اختبار النساء أيضًا اللواتي لديهن عوامل خطر تزيد من احتمالية اصابتهن بسكري الحمل في وقت مبكر من الحمل.  

عوامل خطر الإصابة بسكر الحمل

هناك مجموعة من النساء الحوامل معرضات بشكل كبير للإصابة بسكري الحمل عن النساء الآخريات، ومن أهم عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بسكر الحمل هي:
  • السيدة الحامل التي تبلغ من العمر 40 سنة أو أكثر.
  • السيدة الحامل التي لديها تاريخ عائلي من مرض السكري من النوع الثاني أو قريب من الدرجة الأولى (أم أو أخت) أصيبت بسكري الحمل.
  • السيدات الحوامل فوق نطاق الوزن الصحي.
  • السيدة الحامل التي عانت من ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم من قبل.
  • السيدة الحامل التي أصيبت بسكري الحمل أثناء حمل سابق.
  • السيدة الحامل التي سبق لها الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
  • السيدة الحامل الني سبق أن أنجبت طفلًا يزن أكثر من 4.5 كجم.
  • السيدة الحامل التي تتناول بعض أنواع الأدوية المضادة للذهان أو الستيرويد.
  • السيدة الحامل التي اكتسبت وزنًا سريعًا جدًا في النصف الأول من الحمل.
ملحوظة: قد يحدث سكري الحمل أيضًا عند النساء الحوامل التي لا تملك أي من عوامل الخطر السابق ذكرها.  

ما الذي يسبب سكري الحمل؟

خلال فترة الحمل تنتج مشيمة الأم هرمونات خاصة بنمو الجنين وتطور أعضائه، هذه الهرمونات تعيق من أداء الأنسولين داخل جسم السيدة الحامل, وهذا ما يسمى مقاومة الأنسولين، وبسبب ذلك فإن حاجة الجسم إلى الأنسولين في الحمل أعلى من مرتين إلى ثلاث مرات عن المعدل الطبيعي. في هذه الحالة قد لا يتمكن جسم السيدة الحامل من التعامل مع الطلب الإضافي على إنتاج الأنسولين وسترتفع مستويات الجلوكوز في الدم مما يؤدي إلى تشخيص سكري الحمل, عندما تنتهي فترة الحمل وتلد الأم, عادةً ما تعود مستويات الجلوكوز في الدم إلى طبيعتها ويختفي سكري الحمل بشكل نهائي, إلا أن الخطر يكمن في مقاومة الأنسولين التي قد تزيد من خطر إصابة السيدة الحامل بمرض السكري من النوع الثاني فيما بعد.  

مخاطر الإصابة بسكري الحمل

في حين أن مستويات الجلوكوز في الدم لدى الأم عادةً ما تعود إلى وضعها الطبيعي بعد الولادة، إلا أنه لا يزال هناك خطر متزايد من إصابة المرأة بمرض السكري من النوع الثاني في المستقبل، قد يكون الطفل أيضًا عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من الحياة. أما عن مخاطر الإصابة بسكري الحمل أثناء الحمل فهي تشمل:
  • الإصابة بتسمم الحمل.
  • اللجوء إلى الولادة القيصرية وغير الطبيعية.
  • الإصابة بالالتهابات الفطرية المهبلية.
  • يمكن أن تسبب الإصابة بسكري الحمل زيادة حجم الجنين عن المعدل الطبيعي.
  • يمكن أن يصاب الطفل بعد الولادة بمشاكل في التنفس والصفراء.
ملحوظة: من الضروري متابعة السكري مع طبيب متخصص خلال فترة الحمل منعًا للتعرض لهذه المخاطر.  

كيف يتم تشخيص سكري الحمل؟

يتم تشخيص سكري الحمل باستخدام اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم ويتم ذلك في مختبر طبي، ستحتاج السيدة الحامل إلى الصيام طوال الليل قبل إجراء هذا الاختبار، ثم يتم أخذ عينة من الدم للتحقق من مستوى الجلوكوز في الدم أثناء الصيام، بعد ذلك يتم إعطاء الحامل مشروبًا سكريًا وأخذ عينة أخرى بعد ساعتين. سيطلب الطبيب من السيدة الحامل الجلوس والانتظار بين الاختبارات, وفي حالة كان مستوى الجلوكوز في الدم أعلى من المعدل الطبيعي لاختبار السكر الصائم فتعتبر مصابة بداء السكري الحملي.  

كيف يمكن علاج سكر الحمل؟

بالنسبة للعديد من النساء، يمكن أن يكون تشخيص سكري الحمل أمرًا مخيفًا ومقلقًا ومزعجًا، ولكن مع ذلك، يجب العلم أن أغلب السيدات الحوامل المصابات بداء سكري الحمل يلدن طفلًا سليمًا ويلدن بطريقة طبيعية. ويكون العلاج عبارة عن تحديد خطة غذائية صحية ونشاط بدني منتظم تقوم به السيدة الحامل بجانب المراقبة الدورية لمستويات السكر في الدم والحفاظ عليها في النطاق المستهدف أثناء الحمل.ومع ذلك، قد تحتاج بعض النساء إلى أدوية (الميتفورمين) أو استخدام حقن الأنسولين للسيطرة على سكري الحمل. إن إدارة مرض السكري هو جهد جماعي تقوم به المرأة وعائلتها والأطباء المعالجين، ويجب على السيدة الحامل المصابة بسكري الحمل المتابعة مع  أطباء الغدد الصماء وأطباء التوليد وأخصائيي التغذية, من الضروري أن يتم متابعة السكري لدى الحامل بشكل سليم حتى تمر فترة الحمل دون مشاكل للمرأة وجنينها.  

نصائح مهمة للسيدة الحامل المصابة بـ سكر الحمل

  • مراقبة كمية السكريات التي تتناولها السيدة الحامل.
  • التأكد من تناول حمض الفوليك بشكل منتظم في المراحل الأولى للحمل.
  • ممارسة التمارين الرياضية المناسبة للحمل.
  • عدم تناول الطعام بشكل مفرط، يفضل تقسيم الوجبات ل6 وجبات صغيرة خلال اليوم.
  • شرب المياه بشكل مكثف خلال فترة الحمل.
 

سكر الحمل و الإصابة بفيروس «كورونا»

خلال الظروف الراهنة التي يعيشها العالم بشكل عام نتيجة جائحة كوفيد 19 فإن جميع الأشخاص يعانون من القلق، خاصةً أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو مشكلات صحية، أو ظروف جسدية طارئة، تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس. من هؤلاء الأشخاص النساء الحوامل وسوف نتعرف على مدى المخاطر التي تهددهم كالتالي:
  •  النساء الحوامل المصابين بسكر الحمل وهم يشكلون نسبة تصل إلى 9% من مصابي فيروس كورونا.
  • هناك الكثير من التساؤلات حول مدى سلامتهن، وسلامة الأجنة في بطونهم، وهذا يسبب حالة من التوتر والقلق، وهذه المشاعر الشائعة يتعرض لها كل أم حامل تعاني من سكر الحمل في الوقت الراهن.
  • توجد دراسة أمريكية حديثة، أكدت أن النساء الحوامل ويعانون من سكر الحمل في حالة تعرضهم للإصابة بكوفيد 19 فإن أعراض المرض تكون أكثر شدة وحدة لديهم في حالة المقارنة بالنساء الحوامل ولا يعانون من سكر الحمل، وهذا يجعل الفئة الأولى في حاجة إلى الرعاية الصحية في المستشفيات بدلاً من المنازل.
  • حيث تزداد احتمالات احتياجهن إلى غرف الرعاية المركزة بنسبة 1.5 مرة أكثر من النساء غير المصابين بسكر الحمل، إلى جانب حاجتهم للتنفس الصناعي بمعدل عالي جداً يصل إلى 1.7 مرة أيضاً.
  • أعراض الإصابة بكوفيد 19 بالنسبة للنساء الحوامل مرتبطة بعدة عوامل منها، العمر، والعرق.
  • لذلك فالنساء الحوامل والمصابين بسكر الحمل يكونوا أكثر عرضة لخطر الوفاة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، وهذا أمر خطير جداً ويهدد حياة الكثير من النساء الحوامل في هذا الوقت الصعب.
 

كيف يكون وضع الأم والجنين في حالة الإصابة بكورونا؟

الجسم يعتبر أي كائن غريب هو طفيلي ومصدر للخطر، وهذا يشمل الجنين فيبطن أمه أيضاً، ولكي ينجو الجنين من الجهاز المناعي أثناء الحمل، تحدث حالة من تثبيط وكبح الجهاز المناعي، وهذا يجعل الأم أكثر عرضة لما يعرف بـ"العدوى الانتهازية" وهي عدوى تنتج عن مسببات الأمراض التي تكون عادةً غير قادرة على إحداث أي عدوى. عندما يكون الجهاز المناعي يعمل بكفاءة، ولذلك تكون الأم الحامل أكثر عرضة للأمراض المعدية بشكل عام، ومنها بالطبع الإصابة بكوفيد19, يسبب الحمل زيادة في معدلات تجلط الدم، وهذا يجعل المرأة الحامل أكثر عرضة لجلطات الرئة، والحالات المزمنة من عدوى كوفيد 19 تكون عادةً مصحوبة بزيادة في جلطات الرئة، ولذلك فالمرأة الحامل تكون أكثر عرضة لخطر مضاعف من حدوث جلطات في الرئة.  

نصيحة مغربي

قد لا ينتهي القلق تجاه سكر الحمل بوضع السيدة الحامل لجنينها، ولكن قد يستمر الخطر بعد الولادة، فقد تكون السيدة الحامل عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. لذلك ننصح بضرورة متابعة معدل السكري في الدم حتى بعد الولادة للتأكد من أن مستوى السكر في الدم طبيعيًا، وننصح أيضًا بضرورة المتابعة مع الطبيب خلال فترة الحمل وبعد الولادة. اقرا ايضا "صداع الحمل .. اسبابه وطرق علاجه ونصائح للتخلص منه"
Leave a Reply
Your email address will not be published. Required fields are marked

Name

Phone

Email

Comment