١٥ آب ٢٠٢٤
شارك
على الرغم من صغر حجمها، إلا أن البذور التي تخرج منها جوزة الطيب غنية بالمركبات النباتية التي تعمل كمضادات للأكسدة في الجسم، ومضادات الأكسدة هي مركبات تحمي خلاياك من التلف الذي تسببه الجذور الحرة، هذه جزيئات لها إلكترون غير متزن، مما يجعلها غير مستقرة ومتفاعلة.
عندما تصبح مستويات الشوارد الحرة عالية جدًا في جسمك، يحدث الإجهاد التأكسدي، يرتبط بظهور العديد من الحالات المزمنة وتطورها مثل بعض أنواع السرطان وأمراض القلب والأعصاب.
تعمل مضادات الأكسدة على شوارد الجذور الحرة، وتمنع تلف الخلايا وتحافظ على مستويات الجذور الحرة تحت السيطرة، تحتوي جوزة الطيب على وفرة من مضادات الأكسدة، بما في ذلك أصباغ نباتية مثل السياندين والزيوت الأساسية، مثل فينيل بروبانويد وتربين والمركبات الفينولية، بما في ذلك أحماض البروتوكاتيك، والفيروليك، والكافيين.
يرتبط الالتهاب المزمن بالعديد من الحالات الصحية الضارة، مثل أمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل، جوزة الطيب غنية بالمركبات المضادة للالتهابات، بما في ذلك سابينين، تيربينول، وبينين، قد تساعد هذه في تقليل الالتهاب في جسمك وتفيد الأشخاص الذين يعانون من حالات التهابية.
قامت إحدى الدراسات بحقن الفئران بمحلول يسبب الالتهاب ثم أعطت بعضًا منهم زيت جوزة الطيب, شهدت الفئران التي استهلكت الزيت انخفاضًا كبيرًا في الالتهابات والألم المرتبط بالالتهابات وتورم المفاصل، وقد تحد جوزة الطيب من الإصابة بالالتهابات من خلال تثبيط بعض الإنزيمات الالتهابية، ومع ذلك هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتوثيق الأمر بشكل علمي.
أثبتت العديد من الدراسات أنه عند استخدام جوز الطيب قد يزيد الدافع الجنسي ويتحسن الأداء الجنسي أيضًا، ولكن لا يزال البحث جاريًا لتحديد كيف يعمل جوز الطيب على تحسين الرغبة الجنسية، يعتقد البعض أن هذه التأثيرات ترجع إلى قدرتها على تحفيز الجهاز العصبي، إلى جانب محتواها العالي من المركبات النباتية القوية، وفي الطب التقليدي في جنوب آسيا، يتم استخدام جوز الطيب لعلاج أي اضطراب جنسي.
أثبتت الدراسات أن جوزة الطيب لها تأثيرات مضادة للجراثيم خاصةً ضد سلالات البكتيريا الضارة التي تصيب الجسم، فيمكن أن تسبب البكتيريا مثل المكورات الثلاثية الطافرة تسوس الأسنان وأمراض اللثة، ووجدت دراسة أثبتت أن مستخلص جوزة الطيب أظهر تأثيرات قوية مضادة للجراثيم ضد هذه البكتيريا وغيرها، ووُجد أيضًا أن جوزة الطيب تمنع نمو السلالات الضارة من بكتيريا الإشريكية القولونية، والتي يمكن أن تسبب مرضًا شديدًا.
هذه التوابل الشعبية لها استخدامات متنوعة في المطبخ، يمكن بسهولة استخدامها بمفردها أو إقرانها مع توابل أخرى مثل الهيل والقرفة والقرنفل، بجانب أن لها نكهة دافئة ولذيذة، وهذا هو سبب إضافتها لأطباق الحلويات، يمكن أيضًا أن نقوم برش القليل من جوز الطيب على أطباق الخضروات المشوية للاستمتاع بلذة إضافية، علاوة على ذلك، يمكنك إضافة جوز الطيب إلى المشروبات الساخنة أو الباردة، بما في ذلك عصير التفاح والشوكولاتة الساخنة والشاي والكركم والعصائر، وإذا كنت تستخدم جوز الطيب الكاملة، فابشرها بمبشرة بفتحات أصغر.
يمتد تاريخ جوزة الطيب لقرون مضت، حيث كان يتم استخدامها في بعض الدول كمادة مسكرة، في الوقت الذي اعتبره بعض الدول الأخرى، وتحديدًا في منطقة جنوب شرق أسيا، مادة مسببة للهلوسة، وهو ما دفع المملكة العربية السعودية، لمنع استخدامها.
وتجنى ثمار هذا العشب من أشجار عملاقة، حيث يتم قطع القشرة الخارجية لها، ثم يتم غمرها في الماء المملح، وبعد ذلك تجفف حتى تحتفظ بصفاتها ورائحتها العطرة، لذلك فتدخل جوزة الطيب في تركيب العديد من العلاجات الدوائية، إلى جانب استخدامها في منتجات العطور، بفضل احتوائها على مواد عطرية.
يرى بعض علماء الشريعة في الدين الإسلامي، على أن جوزة الطيب عشب محرم استنادًا للحديث النبوي الشريف، الذي قال فيه (ما أسكر كثيرة فقليله حرام).
خلصت بعض الأبحاث الأوروبية، التي أجريت العديد من الدراسات العلمية، حو هذه العشبة، أن عشب جوزة الطيب بالرغم من خطورته الشديدة، إلا إن هذا العشب يحتوي على فوائد متعددة، ولكن هذه الفوائد مرتبطة بقوة بالجرعات التي يتم تناولها من هذا العشب.
تعتبر جوزة الطيب من أفضل المواد التي تساعد على علاج أعراض ومشاكل المعدة وسوء الهضم، وتعمل على طرد الغازات الزائدة بالمعدة والقولون، كما أن زيت جوزة الطيب من أفضل العلاجات التي تستخدم لحالات الإصابة بمرض الروماتيزم، ويستخدم كدهان موضعي للمفاصل المصابة، حيث يعمل على تخفيف حدة أعراض المرض بصورة كبيرة.
وفيما يتعلق بتأثير هذه العشبة جنسيًا على الرجال، فأظهرت بعض الأبحاث والدراسات العلمية، أن جوزة الطيب من أقوى المنبهات الجنسية على الإطلاق، ولكن يحذر بشدة إدمان استخدامها لفترات طويلة ومترابطة.
تكمن أضرار وخطورة جوزة الطيب في الجرعات العالية منها، خاصة وأن هذه الجرعات تتحول إلى لمادة أشبه بالحشيش تسبب الهلوسة والضعف الجنسي الكامل وقد تؤدى إلى الوفاة.
وأوضحت الدراسات التي أجريت في هذا الشأن أن استخدام جوزة الطيب بشكل مفرط يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، أهمها العجز الجنسي الكامل والأعراض النفسية كالتوتر والاكتئاب، والتعرض لنوبات من الهلوسة اللمسية والبصرية، إلى جانب التعرض للإصابة باحتباس البول، والإمساك، وهبوط الجهاز العصبي المركزي.
ولخصت هذه الدراسات قولها بأن الجرعات العالية من هذا العشب تحوله إلى مادة لها تأثير مماثل لمادة الحشيش، محذرة من آلا تتجاوز الجرعات المتناولة منها 15 إلى 20 جراما فقط وعلى فترات متباعدة، إلى جانب عدم استخدام جوزة الطيب بشكل منفرد، ويفضل خلطها بنسب ضئيلة إلى التوابل الأخرى.
بالرغم من الفوائد العديدة لهذه العشبة، إلا أن الجرعات العالية منها تسبب مخاطر عديدة، لعل أبرزها الإدمان، وهو ما تؤكده بعض الدول التي تستخدم فيه شعوبها جوزة الطيب كنوع من المخدرات القوية، لتسببها في السكر والهلوسة، وهو ما يعني أن استخدامها المتكرر يؤدي إلى التعرض لحالات الإدمان الشديد.