Aug 15, 2024
كل ما تريد أن تعرفه عن تركيب العين
تركيب العين ووظيفة كل جزء منها، هو من الأشياء التي تشغل بال الكثير من الناس لمعرفة كيف يعمل هذا العضو الحساس جدًا في الجسم، ومن خلال هذا التقرير نتعرف على كل هذه الاستفسارات ووظيفة كل جزء من أجزاء العين.  

ما هي آلية عمل العين؟

يمكننا تلخيص وظيفة العين والتي تتم من خلال دخول الضوء إليها وتركيزه على شبكية العين والتي تقع في الجزء الخلفي من العين، ثم تقوم الشبكية بتحويل الإشارات الضوئية إلى نبضات كهربائية ينقلها العصب البصري إلى الدماغ حيث يتم معالجة الإشارات وبالتالي تتم عملية الرؤية. سوف نتعرف علي تركيب العين بالتفصيل في الفقرة التالية.  

ماذا تعرف عن تركيب العين ووظيفة كل جزء فيها؟

يمكننا التعرف على تركيب العين ومعرفة وظيفة كل جزء فيها وأهميته كالتالي:
  • محجر العين

محجر العين أو كما يعرف بحجاج العين وهو ذلك الجزء من عظام الجمجمة الذي يحيط بالعين من أجل حمايتها من الإصابات الميكانيكية، حيث يتكون المحجر من العديد من العظام التي تكون على شكل هرم رباعي الشكل، وتتكون قاعدة الهرم من عظام الوجنة وعظام الفك العلوي وعظام الحنك.

أما الجزء العلوي للمحجر فيتكون من عظام الجبهة ويحتوي المحجر على فتحات تعبر من خلالها الأوعية الدموية والأعصاب والتي تعمل على نقل رسائل حسية غير مرئية مثل، الألم أو رسائل حركية للتحكم بعضلات العين، وتحيط مقلة العين طبقة دهنية تفصل بينها وبين عظام محجر العين، حيث تعمل كالوسادة التي تسمح بالحركة السلسة لمقلة العين داخل المحجر.

  • عضلات العين

مقلة العين ترتبط من الخارج بـ 6 عضلات تتحكم في حركة العين، وهذه العضلات تشمل الآتي:

    • العضلة المستقيمة العلوية (Superior rectus).
    • العضلة المستقيمة السفلية (Inferior rectus).
    • العضلة المستقيمة المتوسطة (Medial rectus).
    • العضلة المستقيمة الجانبية (Lateral rectus).
    • العَضَلَةُ المائِلَةُ العلوية (Superior oblique).
    • العَضَلَةُ المائِلَةُ السفلية (Inferior oblique).

ويكون عمل هذه العضلات من خلال تحكم العضلة المستقيمة العلوية بعملية قلب العين للأعلى عن طريق مساعدة العضلة المائلة السفلية, بينما تتحكم العضلة المستقيمة السفلية بعملية قلب العين للأسفل بدعم من العضلة المائلة العلوية، كما تتحكم العضلة المستقيمة الجانبية بعملية تحريك العين اتجاه الأذن، كما تتحكم العضلة المستقيمة المتوسطة بعملية تحريك العين اتجاه الأنف.

هذا إلى جانب أن العضلات العلوية المستقيمة والمائلة تتحكم بالدوران العمودي للعين، بينما تتحكم كل من العضلات السفلية المستقيمة والمائلة بالدوران بشكل أفقي بالإضافة إلى العضلة الرافعة للجفن العلوي التي ترفع الجفن.

  • الرموش والجفون

تعمل الرموش على تنقية الهواء من المواد الغريبة كالغبار والأوساخ لمنع دخولها إلى العين، أما الجفون فهي تحمي العين من دخول الأجسام الغريبة وكذلك من الضوء الساطع الذي قد يضر العين، وعندما ترمش العين فإن الجفن يساعد على نشر الدموع على سطح العين من اجل ترطيبها.

  • الغدد والقنوات الدمعية

تعد الغدد والقنوات الدمعية أجزاء العين المسئولة عن إنتاج وتوزيع المحتوى المائي من الدموع والتي تنتشر بين الجفن والعين، فالدموع لها تركيبة معقدة حيث تتكون من سائل شفاف يحوي كلاً من المكون المائي والذي تنتجه الغدد والقنوات الدمعية بالإضافة إلى طبقة داخلية من المخاط تفرزها خلايا الملتحمة المتخصصة لتساعد الدموع على الالتصاق بسطح العين، بينما تنتج غدد الجفون طبقة دهنية على طول الطبقة الخارجية من الجفون للتقليل من تبخر الدموع، حيث يوجد نوعان من الدموع وهما النوع الأول وهو الدموع الأساسية والتي تفرزها العين بشكل منتظم بهدف الترطيب والتغذية وحماية العين.

أما النوع الثاني فهو الدموع التي تفرزها العين للتخلص من المواد المهيجة مثل، الغبار، والأجسام الغريبة وتحتوي هذه الدموع على أجسام مضادة لمواجهة البكتيريا، أما النوع الثالث والأخير من الدموع فهو الدموع العاطفية والتي تفرزها العين عند الشعور بالحزن أو الخوف أو الفرح ويعتقد العلماء أن هذا النوع يحتوي على هرمونات وبروتينات أكثر من تلك الموجودة في النوعين سالفي الذكر.

  • الملتحمة

تعرف الملتحمة بأنها ذلك الغشاء الرقيق الذي يغطي السطح الأمامي للعين ويبطن السطح الداخلي للجفن وهو متصل وليس به فراغات وبالتالي لا يسمح بعبور العدسات اللاصقة أو أي جسم غريب إلى الأجزاء الداخلية للعين، وتقسم الملتحمة إلى جزأين وهما، الملتحمة المقلة والتي تغطي الجزء الأمامي من الصلبة وتمتد إلى نقطة التقاء الصلبة مع القرنية، ملتحمة الجفن وهي التي تبطن الجزء الداخلي العلوي أو السفلي للجفن.

بالنسبة لوظائف الملتحمة فهي تحافظ على ترطيب سطح العين الأمامي وتحافظ على ترطيب السطح الداخلي للجفن عند فتح وإغلاق العين بدون أن يسبب ذلك تهيج أو احتكاك، بالإضافة إلى حماية العين من الغبار والكائنات المجهرية التي تسبب العدوى، إلى جانب احتواء الملتحمة على العديد من الأوعية الدموية التي توفر المواد الغذائية لكل من العين والجفن.

  • الصلبة

الصلبة هي تلك النسيج الضام الكثيف الذي يشكل بياض العين، فهي الطبقة التي تحمي العين وتحافظ على شكلها الكروي، فهي المنطقة المحيطة بالقرنية التي تمتد إلى العصب البصري الموجود في الجزء الخلفي من العين، الصلبة تغطي حوالي 80% من سطح مقلة العين فالجزء الأبيض الذي نراه لا يمثل سوى جزء بسيط من الصلبة.

تتكون الصلبة من أربعة طبقات وهي:

    • الطبقة الخارجية وتسمى ظاهرة الصلبة.
    • الصفيحة السمراء للصلبة.
    • طبقة اللحمة.
    • الطبقة الداخلية التي تعرف ببطانة الصلبة.

وظيفة الصلبة تتمثل في إنها تحافظ على ضغط العين الداخلي والحفاظ على شكل مقلة العين وحماية العين من أي ضرر في حالة التعرض للإصابة، بالإضافة إلى توفير ارتباط قوي مع العضلات الخارجية التي تتحكم بحركة العين.

  • القرنية

تعرف القرنية بأنها طبقة شفافة تشبه القبة تغطي بؤبؤ العين، والقزحية، والحجرة الأمامية للعين أو المنطقة المملوءة بالسوائل والواقعة بين القرنية والقزحية، فهي المسئولة عن قو تركيز العين التي تكون ثابتة بتغير المسافات، القرنية هي خط الدفاع الأول للعين ضد الإصابات والأجسام الغريبة، القرنية من الأجزاء الحساسة في العين حيث يكثر فيها وجود النهايات العصبية، كما أنها الجزء الوحيد في الجسم الذي لا يحتوي على أوعية دموية ولذلك فهي تحافظ على شفافيتها إلي جانب قدرتها على كسر الضوء.

  • القزحية والبؤبؤ

القزحية هي غشاء حلقي الشكل يوجد في مقدمة العين ويحيط بفتحة صغيرة تسمى البؤبؤ, تحتوي القزحية على عضلات تنظم كميات الضوء الداخلة إلى العين وذلك من خلال التحكم في حجم البؤبؤ، ففي حالة وجود إضاءة ساطعة فإن هذه العضلات تنقبض مؤدية إلى تصغير حجم البؤبؤ، أما في حالة وجود إضاءة خافتة تنبسط العضلات فيزداد حجم البؤبؤ، كما أن القزحية هي ذلك الجزء المسئول عن تحديد لون العين وذلك بالاعتماد على تركيز الصبغة فيها، حيث تكون الصبغة كثيفة لدى الأشخاص ذوي العيون بنية اللون، بينما تكون الصبغة قليلة الكثافة في العيون ذات اللون الفاتح مثل العيون الزرقاء.

  • العدسة

العدسة عبارة عن غشاء مرن وشفاف يوجد خلف القزحية وبؤبؤ العين وتكمن وظيفتها الأساسية في تركيز الضوء على الشبكية حيث تكون في المرتبة الثانية بعد القرنية في فعل ذلك، حيث تجمع العدسة من الضوء 25-35% من قوة تركيز العين، العدسة تؤدي وظيفتها بمساعدة العضلات الهدبية التي تتقلص أو تتمدد بحيث يمكنها تغيير درجة انحناء سطح العدسة من أجل التمكن من رؤية الأشياء القريبة أو البعيدة، حيث تكون العدسة بيضوية الشكل عند النظر للأجسام البعيدة وتكون أكثر استدارة عن النظر للأجسام القريبة.

  • الشبكية

الشبكية من أكثر طبقات العين عمقاً وتحتوي على أكثر من 120 مليون خلية مستقبلة للضوء، حيث تلتقط الشبكية الضوء وتحوله إلى سيالات عصبية تنتقل إلى الدماغ ليعالجها، وتحتوي هذه الخلايا على جزئيات بروتينات حساسة للضوء وتسمى الأوبسينات.

كما أن الخلايا المستقبلة للضوء تنقسم إلى شكلين أساسين يوصلان الشحنات الكهربائية للدماغ وهما:

    • المخاريط

وهي توجد في منتصف الشبكية في منطقة تسمى البقعة ويتركز وجود هذه المخاريط في منتصف منطقة البقعة حيث تعرف هذه المنطقة بالنقرة، المخاريط مهمة جداً من أجل الرؤية المفصلة بالألوان، فهي تساعد على التفريق بين الألوان المختلفة بوجود ظروف إضاءة طبيعية وتنقسم إلى ثلاثة أشكال وهي المخاريط الزرقاء أو القصيرة، والمخاريط الخضراء أو المتوسطة، والمخاريط الحمراء أو الطويلة.

    • العصى أو القضبان

العصى أو القضبان توجد على جوانب الشبكية، وتعرف العصى بأنها شديدة الحساسية للضوء، حيث يمكنها التقاط الضوء في ظروف الإضاءة الخافتة ولذلك فهي تساعد على الرؤية في هذه الحالة على الرغم من عدم القدرة على تمييز الألوان من خلالها.

  • العصب البصري

العصب البصري عبارة عن مجموعة من الألياف العصبية التي يكون عددها حوالي مليون والتي تنقل الإشارات من الشبكية إلى الدماغ وتعرف هذه الألياف بالخلايا العقدية، ويوجد مجموعات مختلفة من هذه الخلايا العقدية فكل منها متخصص في نقل وتسجيل معلومات محددة.

فمنها ما هو مسئول عن الشكل والتفاصيل وآخر مسؤول عن الحركة والتباين وتعمل هذه المجموعات مع بعضها البعض من أجل إيصال الصورة للدماغ، والذي يكون صورة ثلاثية الأبعاد من خلال مقارنة الإشارات الواصلة له من كلتا العينين، وتعرف المنطقة المسئولة في الدماغ عن تحويل الإشارات القادمة من شبكية العين بالقشرة البصرية.

  https://youtu.be/m5kYA7OqFg0  

نصيحة مغربي

العين من أكثر أعضاء الجسم حساسية وأهمية في نفس الوقت ولذلك لابد من معرفة تركيب العين و الاهتمام بها والعناية بها جيداً لعدم تعرضها إلى أي إصابات ولذلك يفضل زيارة طبيب العيون كل فترة من أجل فحص النظر والعين بشكل عام للكشف عن أي أمراض قد تصيب العين ومعالجتها بشكل مبكر وفي مراحلها الأولى.
Leave a Reply
Your email address will not be published. Required fields are marked

Name

Phone

Email

Comment