يعد التهاب الاذن الوسطى من الحالات الشائعة خاصة لدى الأطفال، حيث يعاني حوالي 3 من كل 4 أطفال من نوبة واحدة على الأقل من التهاب الأذن الوسطى عند بلوغهم سن 3 سنوات. لكن على الرغم من أنها أكثر شيوعًا عند الأطفال يمكن أن تؤثر أيضًا على البالغين.
سنتناول في هذا المقال الحديث المفصل عن هذه الحالة، الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج، كذلك كيفية الوقاية.
التهاب الأذن الوسطى هو حالة تحدث نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية تتسبب في التهاب في المنطقة أو التجويف الذي يقع خلف طبلة الأذن والذي تعرف بالأذن الوسطى، يمكن أن تحدث هذه العدوى في أذن واحدة أو يصيب الأذنين في نفس الوقت، ويعد حدوث التهاب الأذن الوسطى أكثر شيوعاً عند الأطفال مقارنة مع البالغين.
تحدث معظم التهابات الأذن الوسطى خلال فصل الشتاء وأوائل الربيع، وتعد من الحالات التي يمكن الشفاء منها دون التدخل الطبي، لكن يجب طلب الرعاية الطبية إذا استمر الألم أو كان المريض يعاني من الحمى
يوجد ثلاث أنواع من الالتهاب في الأذن الوسطى، تتضمن ما يلي:
يحدث التهاب الأذن الوسطى الحاد بشكل مفاجئ، ويسبب تورم واحمرار في الأذن خلف طبلة الأذن وحولها، وغالبًا ما تحدث الحمى وألم الأذن وضعف السمع نتيجة لاحتجاز سائل قيحي أو مخاط خلف طبلة الأذن.
يحدث التهاب الأذن الوسطى المزمن نتيجة الإصابة بعدوى متكررة، ويبقى السائل في الأذن لفترة طويلة أو يعود مرارًا وتكرارًا، وغالبًا ما تحدث بسبب تمزق أو ثقب في طبلة الأذن، مما قد يؤدي إلى إفرازات في الأذن، وقد يحدث ضعف أو فقدان السمع.
قد يستمر تراكم المخاط والسوائل في الأذن الوسطى في بعض الأحيان حتى بعد الشفاء من العدوى، قد يحدث ذلك أيضًا نتيجة نزلات البرد أو الزكام أو حالات أخرى، مثل الحنك المشقوق، ويمكن أن يسبب ذلك الشعور بامتلاء الأذن أو انسداد الأذن ويؤثر على القدرة على السمع بوضوح.
تحدث التهابات الأذن الوسطى عادة نتيجة لخلل في قناة استاكيوس، وهي القناة التي تربط الأذن الوسطى بمنطقة الحلق، تساعد قناة استاكيوس على معادلة الضغط بين الأذن الخارجية والأذن الوسطى، عندما لا يعمل هذا الأنبوب أو القناة بشكل صحيح، لا يتم التصريف الطبيعي للسوائل من الأذن الوسطى، ويكون ذلك سبب تراكم السوائل خلف طبلة الأذن.
عندما تتراكم هذه السوائل، تكون السبب في زيادة احتمالية نمو البكتيريا والفيروسات في الأذن مما قد يؤدي إلى التهاب الأذن الوسطى الحاد. فيما يلي بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى خلل في عمل قناة استاكيوس بشكل صحيح:
تختلف التهاب الأذن الوسطى أعراض في الأطفال عنها عند البالغين، وتتضمن ما يلي:
تشمل أشهر أعراض التهاب الأذن الوسطى وأكثرها شيوعًا عند الأطفال ما يلي:[4]
تشمل الأعراض الشائعة عند البالغين ما يلي:
يبدأ التشخيص عادة بمعرفة الأطباء التاريخ الطبي وإجراء الفحص البدني، أثناء الفحص، يقوم الطبيب بفحص الأذن الخارجية وطبلة الأذن باستخدام أداة تسمى منظار الأذن للتحقق من الاحمرار والتورم والقيح والسوائل. عادة ما يكون البالغون أفضل بكثير في وصف أعراضهم بالكلمات مقارنة بالأطفال، لكن المضاعفات هي نفسها لكل من البالغين والأطفال، وكذلك العلاج.
قد يقوم الطبيب أيضًا بإجراء اختبار يسمى قياس طبلة الأذن لتحديد ما إذا كانت الأذن الوسطى تعمل بشكل صحيح، لإجراء هذا الاختبار، يتم وضع جهاز داخل قناة الأذن، مما يؤدي إلى تغيير الضغط وجعل طبلة الأذن تهتز، يقيس الاختبار التغيرات في الاهتزاز ويسجلها على الرسم البياني، كذلك يُظهر الاختبار وجود السوائل.
يعتمد علاج التهاب الأذن الوسطى على عدة عوامل، تشمل ما يلي:
يمكن أن تشفى معظم حالات عدوى الأذن عند الأطفال من تلقاء نفسها ولا تحتاج جميع أنواعها إلى العلاج بالمضادات الحيوية. ويتم علاج الأطفال أولاً باستخدام الأدوية التي تساعد على تخفيف الألم بدون مضادات حيوية لبضعة أيام لمعرفة ما إذا كانت العدوى تتحسن.
إذا لم تتحسن حالة الطفل يصف الطبيب المضادات الحيوية، ويوصي عادةً بتناول جرعة تستمر لمدة 10 أيام، قد يأخذ الأطفال بعمر 6 سنوات فما فوق والذين لا يعانون من عدوى حادة العلاج لمدة أقصر تكون من 5رإلى 7 أيام، أما إذا كانت الأذن المصابة تنزف، فيمكن استخدام قطرات مضاد حيوي للأذن أيضًا.
قد يحتاج الأطفال الذين يصابون بالتهابات الأذن بكثرة، وكذلك الذين يعانون من فقدان السمع الدائم أو تأخر الكلام، إلى جراحة أنبوب الأذن، حيث يتم إدخال أنابيب جراحيًا (تسمى أنابيب فغر الطبلة)، تسمح هذه الأنابيب بتصريف السوائل من الأذن الوسطى، وهذا يساعد على معادلة الضغط في الأذن.
لا تختلف طرق علاج التهاب الأذن الوسطى عند الكبار عن الأطفال، ويتم في البداية تناول الأدوية التي تساعد على تخفيف الأعراض، وإذا استمرت الأعراض لأكثر من 3 أيام، يتم اللجوء إلى استخدام المضادات الحيوية.
يمكن علاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل بالطرق التالية:
يوجد العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد على الوقاية من التهابات الأذن الوسطى، وفيما يلي كيف نحمي الأطفال من التهاب الأذن الوسطى:
في حالات التهاب الأذن الوسطى المزمن، يمكن أن يحدث تسوس في عظام الأذن، وإذا لم يتم علاجها يمكن أن تحدث مضاعفات خطيرة في الدماغ سواء الجمجمة أو أنسجة المخ ذاتها، وذلك نتيجة لتسرب العدوى إلى عظام الجمجمة.
يتم شفاء معظم التهابات الأذن من تلقاء نفسها خلال أسبوع إلى أسبوعين دون أي علاج، وعادة ما تتحسن الأعراض خلال أول يومين.
يعد الصداع والدوخة من أشهر أعراض التهابات الأذن الوسطى خاصة في الحالات المزمنة، حيث يمكن أن تتأثر الأنسجة المحيطة ويشعر المريض بالصداع والدوخة، لذلك إذا كان المريض يعاني من صداع أو دوخة مستمرة، فيجب الذهاب إلى مستشفى استشارة الطبيب.
الأسئلة الشائعة
يعتبر التهاب الأذن الداخلية أو الوسطى من الحالات التي يمكن تمييز ها من خلال الأعراض، مثل خروج إفرازات أو دم من الأذن مع وجود ألم شديد، وصعوبة في السمع.
يكون التهاب الأذن خطير في الحالات المزمنة، حيث يحدث تسوس في عظام الأذن، وقد يؤدي ذلك إلى تسرب عدوى الفيروسات أو البكتيريا إلى أنسجة المخ، ويسبب مشكلات خطيرة.