علاج اللثة يتطلب فهم المرض اولا فمرض اللثة أو المعروف أيضًا بإسم التهاب اللثة يعتبر من أكثر الأمراض التي تصيب الفك والأسنان شيوعا. هذا المرض يؤثر بشكل كبير على الأسنان واللثة. ويمكن أن يتسبب في فقدان الأسنان تماما، من خلال مقالنا عن علاج اللثة سنتعرف على هذا المرض وما هي أسبابه وما هي طرق العلاج المتاحة له, تابع معنا.  

أمراض اللثة

مرض اللثة يحدث عادة بسبب تراكم البلاك على الأسنان، البلاك مادة لزجة تتكون من البكتيريا الذي يتم إزالته عادة عن طريق تنظيف الأسنان بالفرشاة، ولكن إذا تراكمت، يمكن للبكتيريا أن تهيج اللثة وتسبب الالتهاب والتورم. من أهم أسباب أمراض اللثة هو التهاب اللثة الذي يؤثر على:

• النسيج الذي يربط السن بمقبس السن ويسمى الرباط السني.
• العظم في الفك الذي يحتوي على مآخذ الأسنان ويسمى العظم السنخي.
• يمكن أن يتسبب التهاب اللثة في حدوث فجوة بين السن واللثة، مما يجعل السن يتخلخل، وفي بعض الحالات تسقط تماما.

أما التهاب اللثة التقرحي الناخر الحاد (ANUG) هو شكل آخر من أشكال أمراض اللثة الحادة، وهو التهاب جرثومي مؤلم في اللثة يمكن أن يتسبب في حدوث تورم وتقرحات (القروح المفتوحة).  

ما مدى انتشار مرض اللثة؟

معظم الناس يعانون مرة واحدة على الأقل من أمراض اللثة الخفيفة خلال حياتهم. تشير التقديرات إلى أن 50إلى 90 ٪ من الأشخاص البالغين يعانون من درجة ما من أمراض اللثة. مثل التهاب اللثة العدواني أو المبكر، حيث يظهر  التهاب اللثة الحاد قبل 35 سنة، ويؤثر على 1-2 ٪ من السكان.  

أعراض مرض اللثة

إذا كنت تعاني من مرض اللثة أو التهاب اللثة، فأعراض هذا المرض ليست مؤلمة في المعتاد، لكن قد تلاحظ:

• تورما واحمرارا في اللثة.
• نزيف اللثة بعد تنظيف أسنانك أو تنظيفها بالخيط أو لمسها.
• رائحة الفم الكريهة.
• طعم غير مستحب في فمك.
• تراجع اللثة، بحيث تكون أكثر سنك مرئيا.
• الأسنان الحساسة، على سبيل المثال الشعور بالألم عندما يلمس السائل الساخن أو البارد الأسنان.
• صديد قادم من اللثة.
• أسنان فضفاضة والتي قد تجعل الأكل صعبا.
• تساقط الأسنان.
• خراجات وهي مجموعات مؤلمة من القيح تتشكل على اللثة أو تحت أسنانك.

 

أسباب أمراض اللثة

يمكن أن يكون سبب أمراض اللثة  أو التهاب اللثة مجموعة متنوعة من العوامل ولكن السبب الأكثر شيوعًا هو إهمال صحة الفم وعدم العناية بنظافة الفم والأسنان، مما يؤدي إلى تراكم البلاك وهو مادة ناعمة ولزجة تصنع عندما تتجمع البكتيريا على سطح أسنانك. قد تؤدي النظافة غير الفعالة للفم إلى تراكم البلاك والجير على أسنانك، عندما يحدث هذا، يمكن أن تسبب البكتيريا التهاب وتورم اللثة، مما يؤدي إلى أمراض اللثة. إذا لم يتم علاج أمراض اللثة واستمرار تراكم البلاك والجير، فقد تصاب بالتهاب اللثة مما قد يسبب تساقط  الأسنان.  

عوامل الخطر لأمراض اللثة

العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة والتهاب اللثة تشمل:

• التدخين.
• داء السكري.
• ضعف في الجهاز المناعي.
• التهاب اللثة التقرحي الناخر الحاد (ANUG)
• سوء التغذية، عندما لا تأكل ما يكفي من المجموعات الغذائية المناسبة للحصول على جميع العناصر الغذائية اللازمة  لصحة الأسنان واللثة لديك.

 

تشخيص مرض اللثة

يمكن لطبيبك تشخيص مرض اللثة وتقديم المشورة لك حول صحة الفم الجيدة وتقديم العلاجات المناسبة من خلال التعرف على أعراضك. فيقوم بفحص الأسنان الشامل، قد يقوم طبيب الأسنان بفحص فمك باستخدام مسبار اللثة، وهو أداة طبية على شكل عصا فضية رقيقة، مع منعطف في نهاية واحدة. يتم إدخال مسبار اللثة بجانب السن الخاص بك، أسفل خط اللثة. في حالة الأسنان السليمة، يجب تثبيت اللثة بالأسنان ويجب ألا يكون المسبار قادراً على الانزلاق بعيدًا عن خط اللثة. إما  إذا كان المسبار قادرا على الانزلاق أعمق تحت خط اللثة أكثر من المعتاد فأنت تعاني من مرض اللثة، في بعض الحالات. قد تكون هناك حاجة إلى الأشعة السينية لفحص حالة الأسنان وعظم الفك، تستخدم الأشعة السينية لالتقاط صور للعظام داخل الفم، مما يبرز أي تشوهات في الأسنان.  

علاج اللثة

من أفضل الطرق علاج اللثة، بما في ذلك التهاب اللثة هي ممارسة النظافة الصحية عن طريق الفم وصحة الفم الجيدة تتضمن ما يلي:

• تفريش الأسنان  لمدة 2-3 دقائق مرتين في اليوم (في الصباح وآخر شيء في الليل).
• استخدام فرشاة أسنان كهربائية إن أمكن.
• استخدام معجون أسنان غني  بالفلورايد فهو معدن طبيعي يساعد على الحماية من تسوس الأسنان.
• تنظيف أسنانك بالخيط ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع.
• الابتعاد عن التدخين.
• رؤية طبيب الأسنان الخاص بك بانتظام (مرة واحدة على الأقل كل سنة إلى سنتين ، ولكن بشكل أكثر تكرارا إذا لزم الأمر)
• الاستعانة بغسول مطهر للفم  لقتل أي بكتيريا به ومنعها من التراكم، ويفضل أن يحتوي هذا الغسول على كلا من  الكلورهيكسيدين أو الهيكسيتيدين لـ علاج اللثة.

 

علاج اللثة الطبي

قد يصف الطبيب المضادات الحيوية  مثل الميترونيدازول أو الأموكسيسيلين هما أكثر المضادات الحيوية الموصوفة لعلاج أمراض اللثة, سوف تضطر عادة إلى تناول هذه المضادات الحيوية لمدة ثلاثة أيام متتالية، عقار الأموكسيسيلين غير مناسب للأشخاص الذين لديهم حساسية من البنسلين. قد تسبب هذه المضادات الحيوية أيضًا بعض الآثار الجانبية التالية:

• الغثيان.
• القيء.
• الإسهال.

وقد يصف الطبيب أيضا بعض مسكنات الألم مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين هما أكثر المسكنات شيوعًا التي يتم وصفها. قد تساعد هذه المسكنات في تقليل الألم والانزعاج الناجم عن التهاب اللثة، ولكن لا ينبغي إعطاء هذه المسكنات للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا. وفي بعض الحالات الشديدة لأمراض اللثة قد تحتاج إلى علاج الجذر والجراحة لإزالة الأسنان المصابة. يمكن لطبيب الأسنان أن يخبرك بالإجراءات المطلوبة وكيفية تنفيذها. اقرا ايضا " المشكلة والأعراض | كل ما تريد أن تعرفه عن علاج جيوب اللثة "  

مضاعفات مرض اللثة

إذا أصبت بمرض اللثة ولم تقم بإزالة البلاك أو الجير من أسنانك، فقد تتفاقم حالتك وتؤدي إلى التهاب اللثة، وإذا كنت تعاني من التهاب اللثة ولم تتلقى علاجًا. فقد تصاب بمجموعة من المضاعفات الإضافية، يمكن أن تشمل ما يلي:

• خراجات اللثة المتكررة.
• زيادة الأضرار التي تلحق  بالعظم السنخي.
• انحسار اللثة.
• الأسنان الفضفاضة.
• فقدان الأسنان.

 

الأسئلة الشائعة عن علاج اللثة

هناك الكثير من الأسئلة التي يحتاج المرضى بأمراض اللثة المختلفة الإجابة عليها من أجل الاطمئنان  ومن هذه الأسئلة ما يلي:

• هل علاج أمراض اللثة يستغرق وقت طويل؟

علاج أمراض اللثة سواء كان التهاب أو أي حالة أخرى عادةً لا يستغرق وقت طويل، ولكن مدة الشفاء تختلف من مريض إلى أخر وفقاً لشدة الالتهاب ومدى مقاومة جهاز المناعة بالجسم  لهذا المرض.

• هل علاج أمراض اللثة يشكل خطر على المرأة الحامل؟

غالباً ما تكون العلاجات المستخدمة ليست لها أضرار على المرأة الحامل ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية عن طريق الفم لتجنب تعرض الجنين لأي مخاطر.

•  هل الأدوية المستخدمة في علاج اللثة تتداخل مع الأدوية الأخرى؟

من المعروف أن المضادات الحيوية والمسكنات بكافة أنواعها هي الأدوية التي يمكن أن يصف منها طبيب الأسنان بعض العلاجات لمرضى التهاب اللثة ولذلك، لابد من إخبار الطبيب بأي نوع من الأدوية تتناوله أو لو كنت تعاني من أمراض مزمنة مثل مرض السكر، أو غيره من الأمراض الأخرى حتى يتمكن الطبيب من تحديد ما يناسبك من أدوية.

• هل مضاعفات التهاب اللثة تسبب الوفاة لكبار السن؟

من المعروف أن مضاعفات أمراض اللثة تؤثر على الفم بدرجة كبيرة وعلى الجسم بشكل عام وتأثيره على الفم يكون في الإصابة بخراج الأسنان، وتلف وضرر العظم النسخي، وانحسار اللثة، وفقدان الأسنان، أما المضاعفات التي يمكن يعاني منها الجسم بشكل عام فهو فقدان الوزن نتيجة عدم القدرة على تناول الطعام بشكل جيد.

كما أن خراج الأسنان يمكن أن يسبب القيح أو الصديد الذي يخرج من ويصل إلى المعدة في حالة البلع فقد يسبب التسمم وهذه حالة نادرة، ولكن بشكل عام فأمراض اللثة ومضاعفاتها ليست خطيرة على كبار السن ولا تسبب الوفاة.

• هل أمراض اللثة تزيد من خطر الإصابة بكوفيد 19؟

وفقاً للدراسات العلمية الحديثة، فإن المرضى المصابون بأمراض اللثة المختلفة أكثر عرضة عن غيرهم للإصابة بفيروس كورونا، حيث يهجم الفيروس هؤلاء الأشخاص بشدة في حالة الإصابة وتكون الأعراض والمضاعفات شديدة بدرجة كبيرة ويكونوا في حاجة إلى التنفس الصناعي أكثر من المرضى الآخرين بنسبة 4.5 مرات، وفي حاجة إلى العناية المركزة بنسبة 3.5 مرات، وأكثر عرضة لخطر الوفاة بما يقارب 9 مرات عن الأشخاص العاديين المصابين.

هذا لأن البكتيريا التي تسبب الالتهاب في تجويف الفم تزيد من خطورة فيروس كورونا في مهاجمة جسم المريض، حيث يصبح الفيروس أكثر عنفاً، وتكون مضاعفاته خطيرة جداً، ولذلك يجب على كل شخص يعاني من التهاب اللثة أن يهتم بالعلاج والتخلص من هذه الحالة وتوخي الحذر بإتباع الإجراءات الاحترازية، وتجنب التواجد بالأماكن المزدحمة، حتى يتمكن من معالجة أي مشاكل بالفم لدية لتجنب التعرض لخطر الإصابة بهذا الفيروس الخطير.

 

نصيحة مغربي

يمكن عادة علاج حالة خفيفة من أمراض اللثة بنجاح مع نظافة الفم. يجب أن يشمل ذلك تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا, إذا لم يتم علاج مرض اللثة، يمكن أن يتطور إلى مضاعفات أكثر خطورة. لذلك يجب أن تكون اللثة صحية ومائلة  للون الوردي وثابتة، ويجب ألا تنزف اللثة عند لمسها أو تنظيفها بالفرشاة، وإذا حدث ذلك يجب زيارة الطبيب على الفور.