القرنيات الأنفية هي عبارة عن صفائح وممرات أنفية عظمية رقيقة، تتواجد في داخل الأنف وغالبا ما تكون مغطاة بالمخاط الذي يعمل على حمايتها، ويكمن دور هذه القرنيات في تنقية الهواء الذي يدخل إلى الأنف قبل وصوله إلى الرئة والتخلص من أي غبار أو شوائب، وسوف نتعرف بشكل منفصل خلال هذه السطور على أجزاء القرنيات والمشاكل التي تصيبها.  

أجزاء القرنيات الأنفية

يوجد داخل الأنف حوالي ثلاث قرنيات انفية، ويتم تقسيمها إلى الأجزاء التالية :

• القرنيات الأنفية العلوية

تتكون هذه القرنيات من أنسجة مخاطية تعمل على التعرف وتمييز الروائح من خلال المستشعرات التي تتواجد داخل هذه الأنسجة، وتساعد على سهولة دخول الهواء وتنقيته في الأنف وكذلك تصريف المخاط من الجيوب الأنفية.

• قرنية الأنف الوسطي

لها دور كبير في التخلص من السوائل التي يتم إنتاجها من خلال الجيوب الأنفية، وهي القرنية المسئولة عن النغمة المميزة لصوت الشخص وذلك بفضل دورها في تدفق الهواء إلى الجيوب المجاورة.

• قرنية الأنف السفلية

تعتبر أكبر القرنيات من حيث الحجم وتقع في الجزء السفلي من الأنف، وهناك العديد من الدراسات أثبتت أن أكثر من 50% من الهواء الذي يدخل إلى الأنف يمر عبر كل من القرنية السفلية والوسطى.

 

ما هي اسباب تضخم القرنيات الأنفية

تضخم القرنيات الأنفية من مشاكل الجهاز التنفسي الشائعة بشكل كبير، وغالبا ما تأتي مصحوبة بالعديد من المشاكل الأخرى مثل انحراف الحاجز الأنفي، ويكون ذلك غالبا نتيجة الحساسية أو الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية. وتشمل الأسباب الشائعة لتضخم القرنيات الأنفية ما يلي :

• حساسية الجيوب الأنفية.
• استخدام بعض الأدوية لفترات طويلة، مثل أدوية علاج نزلات البرد والاحتقان.
• نزلات البرد والأنفلونزا.
• التهابات الجيوب الأنفية.
• تهيج الأنسجة الداخلية للأنف نتيجة التعرض لعوامل خارجية وبيئة مختلفة.
• العدوى الفيروسية أو البكتيرية.
• تعتبر أيضا من الأعراض التي تظهر في بداية الحمل.
• وجود أي عيب خلقي يولد بها الشخص في الجيوب الأنفية.

هناك أيضًا أسباب لم يتم التعرف عليها حتى الآن للإصابة بهذه الحالة الطبية.  

الأعراض المصاحبة لتضخم القرنيات الأنفية

هذه الأعراض تتشابه إلى حد كبير مع أعراض الزكام ونزلات البرد والأنفلونزا، وتشمل تلك الأعراض ما يلي :

• احتقان في الأنف.
• صعوبة في التنفس.
• يصدر الأنف صوت قوي وظاهر عند محاولة التنفس.
• نزول بعض قطرات الدم من الأنف.
• تعرض النسيج المخاطي الذي يعمل على تبطين الأنف إلى الجفاف مما يسبب مشاكل في الجيوب الأنفية.
• تعرض الجزء الأمامي من الرأس للضغط الشديد.
• سيولة في الأنف.
• صعوبة في الشم وتمييز الروائح.

اقرا ايضا : " ما هو انحراف الحاجز الأنفي وتضخم القرنيات؟  "  

المضاعفات التي تنتج عن تضخم القرنية

تضخم القرنيات الأنفية يمكن علاجه بسهولة من خلال الأدوية التي يصفها لك الطبيب، ولكن إذا لم يتم علاج المشكلة سريعا فقد يسبب ذلك بعض المضاعفات والتي تشمل ما يلي :

• مشاكل شديدة في التنفس

يسبب تضخم القرنيات الأنفية مشاكل في التنفس، حيث أن هذه القنوات هي المسؤولة على سهولة دخول الهواء إلى الرئة وتنقيته.

• صعوبة في النوم

يجد المريض صعوبة في النوم المريح وذلك بسبب ضيق التنفس والصوت الذي تصدره الأنف عند أخذ النفس بسبب الاحتقان.

• عدوى ميكروبية

إذا لم يتم أخذ الأدوية الضرورية في أسرع وقت فقد يترتب على ذلك عدوي ميكروبية في الجيوب الأنفية وتزداد المشكلة سوء.

 

كيف يتم التشخيص

كما ذكرنا فإن أعراض تضخم القرنيات الأنفية تتشابه إلى حد كبير مع أعراض بعض المشاكل في الجهاز التنفسي مثل الزكام، وانحراف الحاجز الأنفي. ولكن يتم التفرقة بينهما بأحد الطرق التالية من خلال الطبيب المعالج :

• يطرح الطبيب على المريض بعض الأسئلة للتعرف على التاريخ المرضي، وأيضا الأدوية التي يتناولها في الوقت الحالي.
• عمل تصوير مقطعي للأنف حيث يساعد هذا الفحص على معرفة تركيب الأنف وأي مشاكل يعاني منها المريض وهذا يسهل من عملية التشخيص وتحديد المشكلة بشكل دقيق.

 

ما هو علاج تضخم الأنف

هناك العديد من طرق العلاج التي تتنوع بين الأدوية والتدخل الجراحي، ويعتمد العلاج بالدواء على السبب الأساسي وراء وهذا التضخم. وتشمل طرق العلاج الشائعة ما يلي :

• التوقف عن تناول أدوية الاحتقان

إذا كان المريض يستخدم أدوية مضادة للاحتقان لمدة تزيد عن أسبوع دون استشارة الطبيب يجب التوقف على استخدامها في الحال.

• تجنب المهيجات

إذا كان يعاني من حساسية الجيوب الأنفية يجب الحرص على تجنب المهيجات الموجودة في الجو مثل حبوب الطلع، والغبار، والدخان.

• مضادات الهيستامين

في حالة حساسية الأنف يصف الطبيب أدوية مضادة للهيستامين تساعد على تقليل إفراز الأنف لهذه المادة وأيضًا تخفف من الأعراض المصاحبة للحساسية.

• قطرات الأنف الستيرويدية

يصف الطبيب في بعض الحالات قطرات الأنف الستيرويدية، كأحد الحلول العلاجية.

 

العلاج بالجراحة

هناك بعض الحالات التي يلجأ فيها الطبيب إلى الجراحة لاستئصال جزء من القرنية، وتعتبر تلك الحالة من الحالات المزمنة التي لم يجدي العلاج معها أي نتيجة. وتشمل طرق العلاج بالجراحة ما يلي :

• الجراحة التنظيرية التي تعمل على استئصال الجيوب الهوائية.
• الاستئصال العظمي الجزئي للقرنية السفلية، ولكن هذه الجراحة قد يترتب عليها بعض المخاطر مثل التعرض للنزيف أثناء إجراء العملية، أو الإصابة بمتلازمة الأنف الفارغ وهي حالة طبية يشعر المريض بوجود انسداد في الأنف على الرغم من أن الجزء الذي تم استئصاله يساعد على فتح مجرى الهواء وتعزيز القدرة على التنفس.
• الاستئصال الجزئي النسيجي للقرنية السفلية في الأنف.
• الإنفاذ الحراري.

اقرا ايضا : " انحراف الانف | الأعراض و الأسباب , التشخيص و العلاج  "  

نصائح للتعامل مع تضخم القرنية الأنفية

لتجنب مشاكل تضخم القرنيات الأنفية، أو تقليل الأعراض المصاحبة لها يجب عليك أن تلتزم بهذه النصائح التي تساعد على تسريع عملية الشفاء مع العلاج الذي يقدمه الطبيب :

• في حال إذا قام الطبيب بوصف قطرات وبخاخات الأنف أو أي أدوية أخرى عليك أن تلتزم بالجرعة المحددة والموعد الذي يحدده لك الطبيب وعدد الجرعات، وإذا كنت تجهل الطريقة الصحيحة لاستخدام الأدوية يمكنك أن تستعين بالصيدلي ليصف لك طريقة الاستخدام الصحيحة.
• لا ينصح باستخدام أي دواء مضاد للاحتقان أكثر من 7 أيام، ولا يجب أن تحصل عليه الا بعد وصفة طبية وتلتزم الجرعات التي يحددها الطبيب.
• استخدام قطرات انف ملحية للتخلص من البكتريا والمخاط المتجمع في الأنف، ولكن يجب أيضا أن تستشير الطبيب حول طريقة وكيفية استخدامها.
• إذا كنت تعاني من الحساسية احرص بشكل دائم عن البعد عن جميع المسببات، والحرص على نظافة المنزل والمفروشات.
• يمنع التدخين تماما أثناء فترة العلاج والإصابة لأنه يزيد من مشاكل التنفس.

 

نصيحة مغربي

القرنيات الانفية لها دور كبير في تنقية الهواء والمساعدة على تدفق الهواء بسهولة داخل الأنف، ولكن عند تعرض هذه القرنيات للتضخم تسبب العديد من الأعراض المزعجة، ولكن الخبر الجيد أن علاجها في معظم الحالات سهل وسريع إذا تم زيارة الطبيب مبكرا والالتزام بالأدوية التي يصفها للمريض، ولكن في حالة الإهمال قد تتضاعف المشكلة وتحتاج إلى تدخل جراحي لاستئصال أحد الأجزاء، وهذا قد يسبب العديد من المضاعفات ولكنه الحل الأفضل في بعض الحالات، لذلك من الجيد مراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض التي ذكرناها سابقا، وعدم الحصول على أي أدوية مضادة للاحتقان دون وصفة طبية لأن الاستخدام الخاطئ لها يعطي نتيجة عكسية.