١٥ آب ٢٠٢٤
شارك
يعد التهاب الاذن الداخلية من الحالات التي يمكن أن تحدث في أي عمر، لكنها أكثر شيوعاً عند البالغين بين عمر 30 و60 عاماً، ويمكن أن تحدث بسبب عوامل عديدة، كذلك يمكن علاجها بأكثر من طريقة. سنتناول في هذا المقال الحديث المفصل عن أسباب اسباب التهاب الاذن الداخلية وعلاجها، وأبرز الأعراض، وطرق الوقاية، وكيفية العلاج.
الأذن الداخلية هي أعمق جزء من الأذن، ت في نهاية أنابيب الأذن، تحتوي على قوقعة الأذن، وهي الجزء المسئول عن تحويل موجات الصوت إلى نبضات عصبية يستطيع للمخ أن يستقبلها ويترجمها، كما أن الأذن الداخلية تلعب دورًا مهمًا في مساعدة الشخص على التوازن من خلال جزء يعرف بالدهاليز أو القنوات الهلالية.
يعرف التهاب الاذن الداخلية أيضاً باسم اضطراب الأذن الداخلية، ويحدث عندما يكون هناك خلل إما في الجزء المسؤول عن السمع، والتي تسمى قوقعة الأذن، أو خلل في الأجزاء المسؤولة عن التوازن، التي تسنى الدهاليز و القنوات أو قناة الهلالية.
يمكن أن يحدث التهاب الأذن الداخلية عندما تصاب هذه الأجزاء المسؤولة عن التوازن والسمع بالالتهاب والتورم ويكون نتيجة التعرض لنزلات البرد أو الزكام أو الإنفلونزا، أو إذا انتشرت عدوى الأذن الوسطى إلى الأذن الداخلية أو الخارجية، أو عدوى بكتيرية أو فيروسية.
غالباً ما تختفي التهاباب الأذن الداخلية دون علاج بعد فترة من الزمن. ومع ذلك، قد يصف الطبيب دواءً لعلاج أعراض العدوى. يجب على الشخص الاتصال بالطبيب بمجرد ظهور أعراض التهاب الأذن الداخلية. وذلك لأن التشخيص المبكر يمكن أن يستبعد الحالات الأكثر خطورة ويمنع تلف الأذن الدائم.
هناك نوعان رئيسيان من التهابات الأذن الداخلية: هما التهاب التيه والتهاب العصب الدهليزي.
التهاب المتاهة هو عدوى فيروسية أو بكتيرية تصيب الأذن الداخلية. التيه هي متاهة أو القناة المملوءة بالسوائل في الأذن الداخلية. يمكن أن يؤدي هذا النوع من الالتهاب إلى تعطيل نقل المعلومات الحسية من الأذن الداخلية إلى الدماغ.
تعد الالتهابات الفيروسية هي الأسباب الأكثر شيوعا لالتهاب المتاهة. والتهاب التيه الفيروسي الحاد هو أكثر شيوعًا عند البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 60 عامًا. كما أنه شائع عند الإناث مرتين كما هو شائع عند الذكور.
غالبًا ما يحدث التهاب التيه بعد أمراض أخرى أكثر شيوعًا، مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا. في بعض الحالات، يكون السبب خلف التهاب المتاهة أو التهاب تيه هو الإصابة بالعدوى البكتيرية المزعجة.
التهاب العصب الدهليزي هو عدوى تحدث في العصب الدهليزي، يقع هذا العصب في الأذن الداخلية ويلعب دورًا في اكتشاف التوازن عن طريق إرسال إشارات من الأذن الداخلية إلى الدماغ. يؤدي التهاب العصب الدهليزي ظهور أعراض مثل الدوار والغثيان. وغالبًا ما تأتي هذه العدوى قبل عدوى فيروسية. وتعد إعادة تنشيط فيروس الهربس البسيط هو سبب محتمل لالتهاب العصب الدهليزي. ويعتبر الأطباء أن التهاب العصب الدهليزي حالة حميدة تميل إلى الاستمرار لفترة قصيرة من الزمن قبل أن تختفي دون علاج أو يؤثر على المريض.
معظم اسباب التهاب الاذن الوسطى عند الكبار أو الصغار تكون العدوى الفيروسية، مثل فيروس الأنفلونزا أو الهربس النطاقي أو إبشتاين بار. وفي حالات أقل شيوعًا، تكون التهابات الأذن الداخلية نتيجة للبكتيريا.
تشمل أعراض التهاب الاذن الداخلية الشائعة ما يلي:
تتحكم أذنك الداخلية في السمع والتوازن، لذلك، قد يعاني الأشخاص المصابون بالتهابات الأذن الداخلية من مجموعة واسعة من الأعراض المرتبطة بتلك الحواس. قد تشمل علامات التهاب الأذن الداخلية ما يلي:
في بعض الأحيان، يمكن أن تنتشر العدوى إلى أذنك الداخلية من منطقة أخرى من الجسم، مثل مجرى الهواء. في هذه الحالات، قد يكون لديك أيضًا سيلان في الأنف أو الجيوب الأنفية أو مشاكل عامة مثل الحمى. كذلك تبدأ الأعراض الأولية في التلاشي عندما تبدأ أعراض الأذن الداخلية.
إلى جانب الأعراض التي تظهر لدى البالغين، مثل ألم الأذن وتصريفها، قد يظهر على الأطفال الصغار والرضع علامات أخرى لعدوى الأذن، مثل:
يجب على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر والذين يعانون من الحمى أو غيرها من أعراض التهاب الأذن مراجعة الطبيب، خاصة إذا كان الطفل يعاني من حمى أعلى من 102 درجة فهرنهايت (39 درجة مئوية) أو ألم شديد في الأذن.
عادة ما يتمكن الطبيب من تشخيص أمراض التهاب الأذن الداخلية من خلال فحص التوازن، وقد يقوم أيضًا بإجراء فحص كامل يتضمن تقييمًا عصبيًا.يعد كل من فحص التوازن والتقييم العصبي أمرًا ضرورياً، حيث لا يتم اكتشاف عدوى الأذن الداخلية سواء بكتيريا أو فيروسات بمجرد النظر داخل الأذن باستخدام منظار الأذن.
يشترك التهاب الاذن الداخلية في الأعراض مع عدد من الحالات الأخرى، مثل:
للتحقق من هذه الحالات قد يقوم الطبيب بإجراء أحد الاختبارات التالية:
في بعض الحالات النادرة، قد يستخدم الطبيب الأدوية المضادة للفيروسات أو المضادات الحيوية لعلاج الفيروس أو البكتيريا التي تسببت في عدوى الأذن الداخلية. ومع ذلك، فإنهم غالبًا ما يعالجون فقط أعراض التهابات الأذن الداخلية، وليس العدوى نفسها.
قد يصف الطبيب مضادات الهيستامين أو البنزوديازيبينات لعلاج الدوار، كما يمكن أن تساعد مضادات الهيستامين أيضًا في تخفيف الغثيان والدوار، وتشمل مضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية فيكسوفينادين، وديفينهيدرامين، ولوراتادين.
قد يوصي الطبيب أيضًا بمضادات القيء، مثل بروكلوربيرازين، للمساعدة في السيطرة على الغثيان والقيء، أو مثبط الدهليزي مثل ميكليزين. ومن الشائع أيضًا أن يصف الأطباء المنشطات لعلاج الالتهاب.
يمكن أن تساعد بعض العلاجات المنزلية التالية في تخفيف الأعراض، مثل الزنجبيل للغثيان والدوار حيث تشير بعض الدراسات إلى أن شاي الزنجبيل يمكن أن يكون علاجًا فعالًا للدوار والغثيان. تتضمن بعض العلاجات المنزلية الأخرى التي يمكن لأي شخص تجربتها للمساعدة في تقليل الغثيان النعناع والقرفة. يمكن للبالغين استخدام أادوية التهاب الاذن الداخلية بدون وصفة طبية، مثل أسيتامينوفين وإيبوبروفين لعلاج أي ألم ناتج عن عدوى الأذن الداخلية.
لا يوجد خطر لتعرض الشخص للضرر الدائم أو المزمن في الأذن الداخلية أو احتمال لح\وث مضاعفات خطيرة، لكن يمكن أن تسبب التهابات الأذن الداخلية الشديدة ضررًا دائمًا لأجزاء مختلفة من الأذن الداخلية. فيمكن أن يؤدي التلف الدائم لأجزاء من الأذن الداخلية إلى درجات متفاوتة من فقدان السمع بالإضافة إلى مشاكل في التوازن.
تعد المضاعفات أو الأمراض المحتملة الأخرى لالتهابات الأذن الداخلية الشديدة هي حالة تسمى دوار الوضعة الانتيابي الحميد، وهو نوع من الدوار الذي ينتج عن حركات الرأس المفاجئة، وهو ليس حالة مهددة للحياة، ولكنه يمكن أن يزيد من خطر سقوط الشخص وفقدان التوازن، مما قد يؤدي إلى إصابات أخرى. يمكن أن يسبب دوار الوضعة الانتيابي الحميد أيضًا إزعاجًا ويحد من النشاط البدني للمريض.
لا يمكن منع التهابات الأذن الداخلية تمامًا. ولكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتقليل المخاطر:
الأسئلة الشائعة
عادة، تتحسن الحالة لمعظم أعراض التهاب الاذن الداخلية في خلال أسبوع أو بضعة أيام، وأغلب الناس يتعافون تمامًا في غضون أشهر قليلة حتى بدون أي علاج.
عدوى الأذن الداخلية ليست معدية من تلقاء نفسها. لكن الفيروسات أو البكتيريا التي تسبب هذه العدوى يمكن أن تنتشر من شخص لآخر.