يا له من إحساس مزعج للغاية بأن يشعر المرء بوجود طعم المرارة في الفم من حين لآخر دون القدرة على معرفة السبب وراء ظهور تلك المرارة، التي وللأسف تجعل مذاق كل شيء مختلف في فم كل من يعاني من هذه المشكلة، وتجعله يفقد متعة تناول الأطعمة والمشروبات المفضلة لديه باستمرار. ولكون مرارة الفم واحدة من المشكلات الشائعة التي يعاني منها الكثير في مراحل عمرية مختلفة، نتطرق اليوم في مقالنا لهذه المشكلة بشكل موسع من خلال استعراض أبرز الأسباب المؤدية لظهور طعم المرارة في الفم، مع تناول مجموعة من الحلول والطرق التي تُجدي نفعًا في التخلص من هذه المشكلة المزعجة.  

طعم المرارة في الفم

قد يتفهم المرء الشعور بطعم المرارة في الفم بعد تناول بعض الأطعمة الحمضية على سبيل المثال الليمون أو غيرها من الأطعمة اللاذعة التي تترك بعض المرارة في الفم عقب تناولها، وهذا بالتأكيد يستمر لفترة مؤقتة تنتهي بتناول بعض السكريات، أو بغسل وتنظيف الفم، فهذا أمر طبيعي لا يثير القلق. إلا أنه ما يثير القلق حقًا هو ظهور تلك المرارة بشكل مستمر دون أن يكون له ارتباط بتناول بعض الأطعمة، حتى أننا نجد الكثير من الشكاوى الشائعة التي تبرز ظهور طعم المرارة في الفم فور الاستيقاظ من النوم وقبل البدء في تناول أي أطعمة. والأسباب وراء ظهور هذه المشكلة عديدة للغاية قد تكون ناتجة عن أسباب بسيطة وعادات خاطئة يمارسها الإنسان خلال حياته اليومية، وقد تكون ناتجة عن مشكلات كبيرة متعلقة بالصحة كالمعاناة من بعض الأمراض التي تتسبب في ظهور تلك المرارة كآثار جانبية ناتجة عن تناول علاجات تلك الأمراض. ومن هنا تأتي أهمية التطرق لهذه المشكلة وأسبابها، والتي تجعل كل من يعاني منها في حاجة ماسة لمعرفة كافة الأسباب التي قد تؤدي لحدوث تلك المرارة في الفم بشكل مفاجئ، حتى يتمكن من تحديد السبب الخاص به ومن ثم يبدأ في تجنبه أو البدء في رحلة العلاج المناسب.  

أسباب طعم المرارة في الفم

كما سبق ووضحنا من قبل أن الأسباب وراء ظهور طعم المرارة في الفم متعددة للغاية، وحتى يتم العلاج بصورة سليمة والتخلص النهائي من تلك المشكلة المزعجة والتي تسبب الحرج للكثير، لابُد من معرفة السبب الرئيسي وراء ظهور المشكلة. وإليكم أبرز أسباب حدوث طعم المرارة في الفم :

• مشكلات الأسنان واللثة

واحدة من الأسباب الرئيسية التي ينتج عنها ظهور طعم المرارة في الفم هي مشكلات تسوس الأسنان أو التهابات اللثة والتي تظهر في الكثير من الأحيان نتيجة عدم الاهتمام بنظافة الفم بشكل يومي، وإهمال غسيل الأسنان واللسان بالفرشاة والمعجون المناسب، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال إلى تراكم البكتيريا داخل الفم، ويترتب على ذلك حدوث المرارة إلى جانب ظهور الروائح الكريهة.

• متلازمة الفم الحارق

من الاسم يتبين السبب بشكل واضح دون الحاجة لشرح طويل، فهذه المتلازمة المرضية التي قد تصيب كلًا من الرجال والنساء لأسباب عديدة قد تكون نتيجة لتناول بعض العلاجات الخاصة بمرض السكري أو بعض أدوية السرطان، أو قد تكون ناتجة عن تغيرات هرمونية عند النساء ولاسيما في فترة انقطاع الطمث.

تختلف أعراض تلك المتلازمة من شخص لأخر ولكنها تعتبر من الأسباب القوية وراء حدوث طعم المرارة في الفم وينتج عنها أيضًا حدوث جفاف الفم وغيرها من المشكلات.

• جفاف الفم

عليك الانتباه جيدًا لحالة فمك باستمرار فالجفاف الذي ينتج عن قلة اللعاب قد يكون سببًا قويًا في حدوث الجفاف، والذي يترتب عليه حدوث المرارة في الفم نتيجة لزيادة البكتيريا، وفيما يتعلق بأسباب حدوث جفاف الفم فهي عديدة منها: التدخين، كبر السن، الإصابة ببعض الأمراض والأكثر شيوعًا مرض السكري، أو نتيجة لتناول بعض العقاقير العلاجية.

• فترة الحمل

قد لا ينتبه البعض إلى أن التغيرات الهرمونية التي يشهدها جسم النساء خلال فترة الحمل قد تكون من الأسباب الرئيسية وراء ظهور طعم المرارة في الفم، والذي تشتكي منه الكثير من السيدات الحوامل، وهذه المرارة تكون مؤقتة تنتهي بانتهاء فترة الحمل.

• الإصابة بارتجاع المريء

مشكلات المعدة تؤثر بلا شك على طعم الفم وتغيره باستمرار ولاسيما في حال ما كنت مصاب بارتجاع المريء، إحدى المشكلات المرضية التي ينتج عنها وصول حمض المعدة إلى الفم، مما يتسبب في الشعور بمرارة وخاصة عند الاستيقاظ من النوم.

• المضادات الحيوية وبعض المكملات الغذائية

من الآثار الجانبية التي تنتج عن تناول بعض المضادات الحيوية والعلاجات الخاصة ببعض الأمراض كمرض القلب والضغط والزهايمر وغيرها من الأمراض هو الإحساس بطعم المرارة في الفم، وكذلك الحال عند تناول بعض المكملات الغذائية.

• التهابات الجهاز التنفسي

من الشائع تأثر حاسة التذوق كثيرًا عند الإصابة بنزلات البرد أو في حال وجود أي شكاوى من الجيوب الأنفية،فحينها يصُعب على المرء التذوق بشكل سليم وقد يشعر في الكثير من الأحيان بإحساس طعم المرارة في الفم نتيجة لوجود التهابات في الجهاز التنفسي.

• الأسباب المرضية

أمراض عديدة يصُاب بها الإنسان وينتج عنها أو عن علاجاتها الشعور بمرارة الفم،من أبرز تلك الأمراض كما سبق وذكرنا مرض السكري، وكذلك أمراض الكبد، بالإضافة إلى مرض السرطان وأدويته وأمراض المناعة.

اقرا ايضا : " اسباب طعم في الفم | ما هي الأسباب بالتفصيل "   

علاجات طعم المرارة في الفم

بعد أن تناولنا أبرز الأسباب وراء ظهور طعم المرارة في الفم يتطلع من يعاني من تلك المشكلة الآن لمعرفة بعض الحلول والعلاجات الفعالة للقضاء على تلك المشكلة. وتتمثل العلاجات فيما يلي :

• علاجات منزلية فعالة وغير مكلفة

كما لاحظنا عند استعراض الأسباب وجود أسباب عديدة تعود إلى عادات وسلوكيات المرء الخاطئة ولاسيما في إهمال العناية بنظافة الفم المستمرة.

وعليه فإنه يتوجب عليه البدء في الاهتمام بالآتي :

• • الاهتمام بتنظيف الأسنان واللسان بشكل دائم وعدة مرات في اليوم باستخدام فرشاة ومعجون الأسنان المناسب، وذلك لمنع تراكم البكتيريا داخل الفم.
  • تجنب تناول الأطعمة الحارة والدسمة باستمرار لتأثيرها الشديد على المعدة، وكونها من أسباب حدوث ارتجاع المريء.
  • تجنب التدخين والمشروبات الكحولية.
  • الإكثار من تناول كميات كبيرة من المياه باستمرار للحفاظ على زيادة اللعاب.
  • الحرص على تناول الفواكه والعصائر الطبيعية باستمرار يحد من الشعور بطعم المرارة في الفم.
  • القرنفل من الحلول الرائعة في التخلص من مرارة الفم وكذلك الروائح الكريهة، فاحرص على مضغه من حين للآخر.

 

• العلاجات الدوائية

تجدي العلاجات المنزلية السابق ذكرها نفعًا في التخلص من طعم المرارة في الفم في حال ما إذا كانت ناتجة عن مشكلات بسيطة مرتبطة بالفم والعناية به، أما في حالة الأسباب الناتجة عن مشكلات صحية فهنا يتطلب الرجوع إلى الطبيب المختص لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة والتأكد من طبيعة المرض، ومن ثم يتولى الطبيب مهمة وصف علاج مناسب للحد من هذه المشكلة التي تؤرق الكثير.

في النهاية نكون قد سلطنا الضوء على واحدة من المشكلات الأكثر شيوعًا بين الرجال والنساء، والتي تؤثر بشكل سلبي على حاسة التذوق، وتفقد من يعاني منها متعة مذاق الأطعمة والمشروبات بصورة جيدة، كما حاولنا التركيز على أبرز الأسباب والعلاجات التي تجدي نفعًا في علاج ظهور طعم المرارة في الفم.

 

نصيحة مغربي

إذا كنت تُعاني من طعم المرارة في الفم حتى عندما لا تأكل أو تشرب شيء، فيجب عليك استشارة طبيب متخصص على الفور حتى يستطيع أن يحدد الأسباب التي تُسبب تلك المشكلة وعلاجها بالطرق المناسبة.