زراعة عدسة العين هي إحدى الحلول الطبية التي تدخل في علاج ومواجهة مشاكل وعيوب الإبصار، حيث تعتمد على تغيير عدسة العين بأخرى صناعية بديلة، عن طريق الجراحات الطبية المختلفة.
عملية زراعة عدسة العين
هي عملية طبية يتم إجراؤها ببساطة وسهولة، ولا خطورة منها على الإطلاق، في ظل وجود أحدث الأساليب المتطورة في طب العيون، التي تستخدم الليزر في عمليات زراعة العدسة بحسب حالة المريض.
سبب زراعة عدسة العين
عدسة العين هي ثاني أهم عامل للرؤية داخل العين، بعد القرنية، والتي تقوم بدورها الوظيفي من خلال تسليط الضوء القادم من القرنية ليسقط على شبكية العين بالشكل الصحيح.
ولأن العدسة الطبيعية مكونة من ماء وبروتين، فإن هذا البروتين يتغير مع تقدم العمر، و يؤثر على العدسة بشكل واضح ليجعلها غير صافية كما كانت ويستمر هذا الأمر بشكل تدريجي وقد يصل إلى حد العمى الكلي، ويعرف هذا المرض بالمياه البيضاء، والذي يتطلب التدخل الطبي الذي يعتمد على استبدال عدسة العين بأخرى عن طريق زراعة عدسة جديدة.
أنواع عمليات زراعة عدسات العين
تتضمن عمليات زراعة عدسات العين نوعين فقط، وهما إزالة عدسة العين وزراعة عدسة جديدة أو زراعة عدسة على عدسة العين الطبيعية دون إزالتها وتسمى بعملية «icl».
عملية زراعة عدسة العين «icl»
وهي كما سبق وذكرنا فهو إجراء طبي يهدف لزراعة عدسة جديدة فوق عدسة العين القديمة، وتكون العدسات الجديدة عبارة عن عدسات لينة مثل العدسات اللاصقة التي تضعها العديد من السيدات أعلى القرنية ولكن هذه هي عدسات دائمة توضع داخل العين.
وتناسب هذه العملية الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر الشديد، خاصة وأن هذه العملية تترك العدسة البلورية الموجودة في الإنسان والتي تساعده على القراءة، بحيث يتم وضع العدسة الجديدة فوقها للمساعدة على النظر طوال عمره.
عملية زراعة عدسة العين وإزالة العدسة الطبيعية
وتناسب هذه العملية الأشخاص الذين يعانون من طول النظر الشديد، خاصة وأن عملية تصحيح النظر بالليزر لن تكون مفيدة لهم، وبالتالي يتم اللجوء إلى إزالة عدسة العين البلورية واستبدالها بعدسة أخرى، تكون مصنوعة من البلاستيك.
أنواع عدسات العين
هناك العديد من أنواع عدسات العين التي يتم زراعتها داخل العين، منها:
عدسة أحادية البؤرة
وهي أكثر أنواع عمليات زراعة عدسة العين انتشارًا، وتعتمد على زراعة العدسة الجديدة مكان العدسة القديمة، للتركيز على مسافة واحدة ثابتة، وهو ما يمكن العين من رؤية الأشياء البعيدة بوضوح تام، في حين تكون مستوى الرؤية ضعيفة للأشياء القريبة، بما يتطلب ارتداء نظارة طبية للقراءة.
زراعة عدسة متعددة البؤر
وتختلف هذه العملية عن سابقتها بتركيز العدسة الجديدة على مستويات ومسافات مختلفة، بما يسمح للعين بالرؤية الواضحة للأشياء القريبة والبعيدة، ولكن هذه النتيجة قد تستغرق بعض الوقت حتى يتكيف المخ مع العدسة الجديدة.
زراعة العدسة الحيدية
وتستخدم هذه العدسة في الحالات التي تعاني من الأستجماتيزم، والتي ينتج عنه الرؤية الضبابية، وهو الأمر الذي تعمل على معالجته العدسة الحيدية، والتي لا تحتاج لارتداء نظارات طبية بعد العملية.
إجراءات ما قبل زراعة العدسات
تجرى هذه العملية عادة داخل المستشفيات أو المراكز الطبية الكبيرة، أو حتى في عيادات الأطباء المجهزة، وذلك عقب الخضوع لبعض الإجراءات.
وتتمثل هذه الإجراءات في الخطوات التالية:
- يقوم الطبيب بقياس العين، حتى يتمكن من زرع واحدة مناسبة.
- كذلك يقوم الطبيب بمنح المريض قطرات للعين لاستخدامها عدة أيام قبل العملية.
- يوجه الطبيب المريض، بضرورة التوقف عن تناول أي أدوية قبل العملية بعدة أيام.
- كذلك يمنع المريض من ارتداء العدسات اللاصقة قبل العمليات بعدة أيام.
اجراءات زراعة عدسات العين
- يقوم الطبيب بتحديد موعد إجراء العملية
- يقوم طبيب التخدير بوضع مخدر موضعي في العين المراد علاجها
- ثم يقوم جراح العيون بعمل قطع بسيط بجانب القرنية باستخدام الميكروكيراتوم او الليزر
- ثم يقوم بتفتيت العدسة التالفة باستخدام الموجات فوق الصوتية و استخلاصها
- ثم يستبدلها بعدسة أخرى صناعية
- ولا يحتاج لغلق الجرح لأنه صغير جدا.
إجراءات ما بعد عملية زراعة عدسة العين
عقب انتهاء الطبيب من إجراء عملية زرع العدسة، يحتاج المريض لإتباع مجموعة من النصائح الطبية الهامة للتعافي سريعًا، خاصة وأن مدة الشفاء عقب العملية تستغرق نحو 8 أسابيع.
وتتمثل هذه الإجراءات في النقاط التالية:
- الحرص على تغطية العين بقطع قماش أو نظارة عند النوم في الأيام الأولى من إجراء الجراحة.
- تجنب تعرض العين للضغط.
- عدم فرك العين.
- ينصح الطبيب المريض باستخدام قطرة العين حسب المدة التي يحددها الطبيب.
- ينصح الطبيب المريض بعدم ممارسة التمارين الرياضية الشاقة.
مخاطر عملية زراعة عدسات العين
تعتبر عملية زراعة عدسات العين من الجراحات السهلة والبسيطة والتي ليس لها أي مخاطر، أو أضرار، ولكن شأنها شأن أي عملية جراحية أخرى، التي قد تحتوي على بعض المخاطر والمضاعفات، نذكر منها:
- قد يتعرض المريض أثناء العملية للنزف أو العدوى.
- احمرار وتورم العين، وهي من الأعراض الشائعة بعد العملية.
- انفصال الشبكية، وهي من الحالات النادرة.
- كذلك من الحالات النادرة الإصابة بفقدان الرؤية.
- من النادر أيضًا أن تتعرض العدسة الجديدة للتحرك من مكانها.
طرق الحفاظ على عدسة العين
من المعروف أن اللجوء إلى زراعة عدسات العين، يكون نتيجة الإصابة بإعتام عدسة العين أو ما يسمى بالمياه البيضاء،رغم أن أسباب الكتاراكت غير واضحة إلا أننا قد نحاول الحفاظ على صحة أعيننا لتفادي زراعة العدسة فالوقاية خير من العلاج.
ويعتبر التغيير في نمط الحياة، من أبرز الإجراءات التي يمكن أن تحافظ على صحة عدسة العين ومنها:
- ضرورة إتباع نظام غذائي صحي، يكون غني بالمواد والعناصر التي تحافظ على صحة العين، مثل مضادات الأكسدة وفيتامين (سي) والمتوفران في البرتقال والفراولة والطماطم والبروكلي.
- كذلك الحصول على فيتامين (هـ) من مصادره المختلفة، مثل البروكلي، والسبانخ والفول السوداني.
- الحرص على ارتداء النظارات الشمسية للوقاية من التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية.
- الإقلاع عن التدخين، لكونه من مسببات إعتام عدسة العين.
- ضرورة ضبط معدلات السكر بالدم، خاصة لمرضى السكري.
- الحرص على زيارة طبيب العيون بصفة دورية للتأكد من صحة وسلامة العين.
نصيحة مغربي
الحفاظ على صحة العيون أمر لا يقبل الاستهتار أو التراخي، لذلك فإن فمن الضروري الحرص على زيارة طبيب العيون ولو لمرة كل عام للخضوع لاختبارات النظر وذلك من أجل الحفاظ على صحة العين والتدخل السريع لعلاجها.