مصدر الطاقة الرئيسي للجسم هو سكر الجلوكوز فبعد حصول الجسم عليه عن طريق هضم الطعام, تقوم الخلايا باستهلاكه من أجل تحويله إلى طاقة وحتى يصل السكر إليها يجب أن يفرز البنكرياس هرمون الأنسولين وذلك لأنه الهرمون المسئول عن إدخال الجلوكوز إلى كافة خلايا الجسم بما في ذلك الدماغ والعضلات. ومن خلال هذا التقرير سوف نتعرف على مرض السكر بصورة أكثر توضيحاً وكيفية قياسه عشوائياً.  

ما هو مرض السكري؟

السكري مرض مزمن وهو عبارة عن ارتفاع مستوى السكر في الدم وما يتبعه من مضاعفات. تحدث الإصابة به عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية للجسم أو عندما يعجز الجسم عن استخدام الأنسولين الذي ينتجه بشكل فعال. أما الأنسولين فهو عبارة عن هرمون ينظم مستوى السكر في الدم ونقصه يترتب عليه الكثير من المشكلات الصحية.  

أسباب الإصابة بمرض السكري

توجد مجموعة من الأسباب والعوامل التي ينتج عنها الإصابة بمرض السكري والتي نذكر منها الآتي:

السمنة

أثبتت الدراسات الطبية أن هناك علاقة وثيقة بين السمنة وبين مرض السكر. وذلك لأن تناول الأطعمة بكميات كبيرة ومبالغ فيها ينتج عنه عدم قدرة الخلايا على إفراز مادة الأنسولين كما أنها تقاوم عمل الأنسولين وبالتالي تبدأ أعراض مرض السكري في الظهور.

 العوامل الوراثية

يوجد الكثير من العائلات التي تتوارث هذا المرض (مرض السكري من النوع الأول) ويكون عادة بسبب مناعي وراثي.  وقد حاول العلماء التوصل إلى الأسباب في توارث هذا المرض ولكنهم لم يستطيعوا التعرف على الأسباب بشكل قاطع.

التقدم في العمر

أثبتت الدراسات أنه كلما تقدم الإنسان في العمر كلما كان أكثر احتمالية للتعرض للإصابة بهذا المرض.

بطء عمل خلايا بيتا أو تلفها

تلف خلايا بيتا (الخلايا المنتجة للأنسولين) نتيجة إصابتها بالتهاب فيروسي غير ملحوظ.

حدوث مشكلة للبنكرياس

فمن المشكلات التي يمكن أن تحدث للبنكرياس إصابته بأورام أو إزالته لسبب معين مما ينتج عنه ظهور مرض السكر.  

طرق قياس السكر العشوائي

توجد عدة طرق لقياس مستوى السكر في الدم ومنها ما يأتي:

تحليل مستوى السكر بعد الأكل بساعتين

مستويات الجلوكوز تبدأ في الارتفاع بعد 10 دقائق تقريباً من تناول الطعام نتيجة امتصاص الكربوهيدرات الغذائية, حيث تبلغ مستويات الجلوكوز في الدم قمتها بعد 60 دقيقة من تناول الوجبة ومن النادر أن تتجاوز مستويات السكر 140 ملج/ديسيلتر لدى الأشخاص الأصحاء. ويجب العلم بأن مستويات السكر تعود إلى طبيعتها بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من تناول الطعام, حيث أن امتصاص الكربوهيدرات يستمر لمدة 5-6 ساعات بعد تناول الوجبات الغذائية رغم رجوع مستوى السكر إلى الوضع الطبيعي.

تحليل السكر الصيامي

يتم في هذا الفحص قياس مستوى السكر في الدم بعد التوقف عن تناول الطعام والشراب باستثناء الماء وذلك لمدة لا تقل عن 8 ساعات قبل الفحص, وفي بعض الأحيان يتم عمل هذا الفحص في الصباح قبل تناول الإفطار ويعتبر مستوى السكر الصيامي طبيعياً إذا كان أقل من 100 ملج/ديسيلتر بينما النتائج التي تكون مابين 100-125 ملج/ديسيلتر فيعد ذلك مؤشر على أن الشخص في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري.

 اختبار الهيموجلوبين الجليكوزيلاتي

اختبار الهيموجلوبين الجليكوزيلاتي وهو اختصار لـ HbA1c باختبار السكر التراكمي, يتميز هذا الفحص بأنه يوفر معلومات حول متوسط مستويات الجلوكوز في الدم على مدار3 شهور الماضية,ويعتبر مستوى الهيموجلوبين الجليكوزيلاتي طبيعي إذا كان أقل من 5.7%, أما إذا كانت المؤشرات مابين 5.7-6.4% فذلك مؤشر على الإصابة بمرحلة ما قبل السكري أما المؤشرات التي تكون أعلى من %6.5 فذلك دليل على الإصابة بمرض السكري, ويجب العلم بأن هذا الفحص يستخدم لمراقبة مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكر لتقييم فاعلية العلاج.

اختبار قياس السكر في الدم العشوائي

حيث يتم من خلال هذا الفحص قياس مستوى السكر في الدم من خلال أخذ عينة من الدم في وقت عشوائي بدون الاهتمام بموعد تناول الطعام وفي هذا الفحص يعد الشخص مصاب بالسكر إذا بلغ مستوى السكر في الدم 200 ملليجرام /ديسيلتر على الأقل.

اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم

في هذا الفحص يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد الصوم طوال الليل ثم يطلب من الشخص شرب سائل غني بكمية محددة من السكر ليتم بعدها قياس مستويات السكر في الدم بعد مرور ساعتين كاملتين على شرب ذلك السائل, يكون مستوى السكر طبيعي إذا كان المؤشر أقل من 140 ملجم/ديسيلتر أما إذا كان المؤشر أكثر من 200 ملجم/ديسيلتر فيعتبر الشخص مصاب بمرض السكري, أما إذا كان المؤشر مابين 140- 199 ملجم /ديسيلتر فالشخص يكون في مرحلة ما قبل السكري.  

أنواع مرض السكري

يقسم مرض السكري إلى ثلاثة أنواع رئيسية وسوف نتعرف عليها كالتالي:

مرض السكري من النوع الأول

هو أحد أنواع الأمراض المناعية الذاتية، والتي تحدث الإصابة به نتيجة مهاجمة الأجسام المضادة التي ينتجها جهاز المناعة لخلايا البنكرياس مما يسبب توقف إنتاج الأنسولين, مرض السكري من النوع الأول يؤثر في الأطفال والبالغين ويتم معالجة هذا النوع من السكري عن طريق حقن الأنسولين.

مرض السكري من النوع الثاني

هو أكثر أنواع مرض السكري شيوعاً  وتحدث الإصابة به نتيجة تصنيع كمية أقل من الأنسولين أو عدم قدرة الخلايا على الاستفادة من الأنسولين مما يسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم بالإضافة إلى أن ارتفاع السكر في الدم لفترة طويلة ينتج عنه الكثير من المضاعفات للمريض مثل أمراض القلب والكلى والأعصاب والأسنان والرمد.

مرض سكري الحمل النوع الثالث

يعرف سكري الحمل بأنه أحد أنواع مرض السكري الذي تحدث الإصابة به لأول مرة أثناء الحمل, ودائما يتم عمل فحص سكر الحمل في الأسبوع 24-28 من الحمل للتحقق من إمكانية إصابتهم بسكري الحمل, ويجب العلم بأن سكري الحمل يتم معالجته عن طريق طعام صحي وممارسة التمارين الرياضية وأحياناً تحتاج بعض الحالات إلى استخدام الأنسولين للسيطرة على سكري الحمل وتتمثل خطورة سكري الحمل في أنه يزيد من خطورة ولادة طفل كبير الحجم وارتفاع ضغط الدم والذي قد يسبب حالة ما قبل تسمم الحمل والحاجة إلى الولادة القيصرية.