١٥ آب ٢٠٢٤
شارك
مشكلة الإدمان وعلاجها بشكل عام تتركز على عدة مبادئ وتشمل الآتي:
تعتبر مشكلة الإدمان من المشكلات الصحية المعقدة وذلك لأن تأثيرها على المخ والجهاز العصبي مباشر فيبقى لفترة طويلة حتى بعد معالجة الإدمان والتوقف عن التعاطي ولذلك يظل خطر انتكاس المريض موجود بعد علاج الإدمان وعلى المدى الطويل أيضا.
في حالة التعامل مع مشكلة الإدمان عليك معرفة أنك تتعامل مع إنسان ينفرد بكل تعقيدات حياته الاجتماعية وصحته الجسدية وخلفياته النفسية أيضاً لذلك فإن تطبيق خطة العلاج تختلف من شخص إلى آخر ومن حالة إلى حالة أخرى.
لكي نحد من انتشار مشكلة الإدمان يجب أن تكون تسهيلات العلاج متاحة باستمرار للمرضى بمجرد اتخاذ قرار الخضوع للعلاج وذلك لأن الإدمان مثله مثل أي مرض مزمن كلما تمت معالجته مبكراً كلما كانت فرص المريض أفضل.
لابد أن تتبع خطة علاج الادمان, الطبيعة الإنسانية للمدمن وخلفياته الطبية والنفسية المتنوعة وذلك من أجل العمل بشكل متوازن على جميع مصادر الخلل, ولا يمكن اعتبار علاج الإدمان مجرد دواء يتم وصفه للمريض بناءاً على نوع المخدر الذي يدمنه المريض حيث أن الأمر قد تجاوز ذلك بدرجة كبيرة جداً.
يجب أن يعلم المدمن من اليوم الأول أن التزامه بخطة العلاج أمر مهم ولا غنى عنه لنجاح العلاج.
العلاج النفسي والسلوكي يوجد في كافة خطط علاج الإدمان وذلك لأن الجزء النفسي أمر أساسي في تغيير نمط الحياة لذلك على المريض ألا ينظر إلى العلاج النفسي من خطة العلاج على أنه شيء سلبي.
الأدوية من العوامل الداعمة في اجتياز المراحل الأولى للعلاج الإدمان وخصوصاً في مرحلة انسحاب المخدر من الجسم.
متابعة المريض بشكل منتظم مع الطبيب المعالج بعد انتهاء برنامج العلاج الأساسي مسألة مهمة ولا غنى عنها من أجل التقويم المستمر للحالة العضوية و النفسية للمريض والاكتشاف المبكر لعلامات الانتكاس.
هناك الكثير من مدمني المخدرات الذين يعانون من أمراض نفسية مثل الاكتئاب وغيره من المشكلات النفسية الأخرى والتي تتطلب تقييم نفسي شامل لوضع تشخيص نهائي يوضع بناءاً عليه خطة العلاج.
تعد خطوة علاج الإدمان بكافة مراحلها وخطواتها مجرد مرحلة أولى في شيء أكبر يسمى حياة بلا إدمان.
تشير التجارب الفعلية أن هناك الكثير من المدمنين قد خضعوا لبرنامج علاج إجباري مع نتائج نهائية جيدة ولكن هذه البرامج الإجبارية تحتاج إلى فترة زمنية أطول.
إن وصول شخص مدمن لمرحلة الرغبة في العلاج والحصول على المساعدة من الآخرين في اتخاذ القرار يعتبر في مرحلة متقدمة وإيجابية ويمكننا ذكر أهم عوامل نجاح العلاج وهي:
توجد بعض الترتيبات المتعلقة بالمصحة العلاجية التي سوف يتم فيها المعالجة وتشمل:
هذه المرحلة تعد فترة يتم فيها التمهيد للمعالجة من الإدمان بالنسبة للمريض وتنقسم إلى عدة مراحل ومنها:
حيث أن المريض في هذه المرحلة يكون منغمساً في الإدمان ولا يفكر في أي مخاطر وهنا يكون دور الأسرة والأصدقاء المقربين في إعطاء النصيحة للشخص المدمن.
في هذه المرحلة يكون لدى المريض فكرة مشوشة عن مخاطر الإدمان ولكنه أيضاً يكون بلا رؤية أو خطة تساعده على اتخاذ القرار.
يكون المريض في هذه المرحلة قد قرر بشكل جدي أن يبدأ في مرحلة العلاج من الإدمان وغالباً ما يلجأ إلى طلب المساعدة الطبية.
تنقسم هذه المرحلة العلاجية إلي عدة مراحل أخرى وهي التخلص من المادة المخدرة في الجسم بالإضافة لتقويم سلوك المدمن وتشمل الآتي:
وهي المرحلة الأولى من العلاج وهي تتمثل في سحب المخدر من الجسم والتعامل مع أعراض الانسحاب التي تظهر على المريض من خلال استخدام بعض الأدوية التي تخفف من حدة هذه الفترة والتي تكون حوالي أسبوعين ويجب أن تتم داخل مصحة متخصصة يتم حجز المريض بها حيث أن طريقة التعامل مع الأعراض الانسحابية تتوقف على نوع المخدر.
في هذه المرحلة يكون المريض قد استعاد بعض من قوته الجسدية حيث يبدأ مرحلة جدية من العلاج ويتعلم مهارات تساعده في عدم العودة للإدمان مرة أخرى ويتم ذلك من خلال جلسات العلاج النفسي.
جلسات العلاج النفسي الجماعية أو الفردية تعطي للمريض فرصة للتعبير عن معاناته في مراحل الإقلاع عن المخدرات والكشف أيضاً عن أي خلفيات نفسية أخرى وراء الإدمان ويمكن العمل عليها بشكل جذري.
توجد مجموعة من الأدوية التي يمكن أن تدعم عملية الإقلاع عن المخدرات ولكن لابد من استخدامها تحت إشراف طبي, وعلى الرغم من أن تلك الأدوية ليس لها مفعول سحري ولكنها تساعد في برنامج العلاج بدرجة كبيرة وتختلف هذه الأدوية من نوع مخدر إلى آخر.
اقرأ ايضاً " كيف تحصل على استشارة طبية صحيحة؟ "في هذه المرحلة يكون المريض قد تخطى جزء كبير من مرحلة علاج الإدمان ولكنه يحتاج إلى بعض الثقة في النفس والبدء بمرحلة جديدة من حياته ويكون ذلك من خلال الآتي:
الدعم النفسي المستمر للمريض بعد توقفه عن إدمان المخدرات يكون عمود أساسي في منع تعرضه للانتكاسة وهذا الدعم يكون دعم أسري وعائلي ودعم متخصص من قبل الطبيب النفسي المتابع للحالة.
بعض المدمنين يعانوا من أمراض نفسية أخرى ومنها الاكتئاب ولذلك من الضروري وضع خطة منفصلة لمعالجة مثل هذه الأمراض وذلك يكون بعد استقرار وضع المريض وتخطيه المراحل الأولى من معالجة الإدمان.
إدمان المخدرات قد يؤثر على صحة الإنسان ويسبب له مشكلات مرضية أو انتقال عدوى خطيرة مثل الإيدز أو الفيروسات الكبدية، لذلك لابد من خضوعه لفحص شامل لمعرفة إذا كان يعاني من الأمراض العضوية التي سبق ذكرها أو غيرها من الأمراض أم لا.