الرضاعة الطبيعية تمنح الأم علاقة فريدة برضيعها وقد تستغرق كل أم وقتًا مختلفًا لاكتساب مهارة الرضاعة الطبيعية فهي ليست بالبساطة التي تبدو عليها للبعض لكن تتميز بأنها تصبح أسهل مع الممارسة، حيث يتقن كل من الأم والطفل استراتيجيات الرضاعة الطبيعية التي تناسبهم.
ومن خلال هذا التقرير سوف نتعرف على طرق الرضاعة الطبيعية وأهميتها.
ماذا تعرف عن الرضاعة الطبيعية وحليب الثدي؟
أول وجبة يحصل عليها الطفل من الأم هو حليب الثدي ولكنه ليس لبنًا وإنما اللبأ وهو عبارة عن سائل مصفر غني بالأجسام المضادة التي تعزز جهاز مناعة الطفل فور ولادته ثم بعد عدة أيام من الولادة يأتي الحليب الحقيقي.
الرضاعة الطبيعية تعد مصدر قلق للكثير من الأمهات الجدد لأنهم لا يمكنهم حساب ما يأكل الطفل وهل يحصل على ما يكفي من الرضاعة، ويمكن التعرف على ذلك من خلال الحفاضات فإذا كانت ممتلئة بالبول والبراز الأصفر فإن ذلك دليل على حصول الطفل على ما يكفيه من الحليب لكن لابد من المتابعة مع طبيب الأطفال إذا ظهرت على الطفل أي من العلامات الآتية:
- توقف الطفل عن الرضاعة بعد 10 دقائق أو أقل.
- إذا كان الطفل مصابًا بالخمول لفترات طويلة خلال اليوم.
- اصفرار جلد الطفل وتغير براز الطفل وأصبح صلبًا وقاتمًا.
طرق الرضاعة الطبيعية
هناك عدة طرق ووضعيات للرضاعة الطبيعية يجب على الأم معرفتها قبل الولادة لكي تستطيع التعامل مع طفلها خاصةً إذا كان أول مولود لديها ومن هذه الطرق ما يلي:
وهو وضع الرضاعة الطبيعية، حيث يتم وضع بطن الطفل على جسم الأم ودعم الطفل بالذراع على نفس جانب الثدي الذي يرضع منه الطفل، ولابد من جعل رأس الطفل متماشيًا مع باقي جسمه لتجنب إجهاد رقبته، بعض النساء تجدن صعوبة في إتقان هذا الوضع في الرضاعة الطبيعية مع الأطفال حديثي الولادة.
-
وضع المهد المعكوس أو المتقاطع:
تكون هذه الوضعية عادةً أفضل بالنسبة للأطفال حديثي الولادة فهو وضع يشبه حامل المهد ولكن الأم تدعم الطفل بذراعها المقابل للثدي الذي يتغذى منه الطفل، ويتم ذلك من خلال وضع الطفل على المعدة مع محاذاة ظهره ورقبته ثم امسكي ظهر الطفل وادعمي رأسه بيدك المعاكسة للثدي الذي يرضع منه وهذا يسمح للطفل بالراحة على ذراعي الأم ومن الصعب إتقان هذا الوضع في البداية ولكنه يسمح للمرأة بمزيد من التحكم ومنع انزلاق الطفل أثناء الرضاعة.
-
وضع الاتكاء أو الاستلقاء:
ويعرف هذا الوضع بالرضاعة البيولوجية لأنه يحفز ردود الفعل الغريزية للطفل ويسمح للأم بتغذية طفلها من وضعية مريحة ومدعومة، أحيانًا قد يتطلب الأمر بعض التغيرات في الوضع. ووضع الاستلقاء مريح بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من ألم عضلي أو يتعافين من الجراحة أو آلام الولادة، ولإتقان هذا الوضع ابحثي عن وضعية مريحة مستلقية تدعم رأسك ورقبتك، تخيلي مشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب أثناء الاستلقاء، ضعي معدة طفلك لأسفل على صدرك وتكون رأسه في مستوى الثدي وتأكدي من عدم وجود شيء يغطي أنف الطفل وأن رقبته غير مثنية، في هذا الوضع قد يجد الطفل الثدي بمفرده، ولكن لا تترددي في مساعدته.
نصائح مهمة عن الرضاعة الطبيعية
معرفة بعض الاستراتيجيات يمكن أن يجعل جلسة الرضاعة الطبيعية مريحة بالنسبة للأم ويمكن إتباع الآتي:
- استخدمي وسائد لدعم إضافي فهذا التكتيك مفيد بشكل خاص إذا تسبب حمل الطفل في إجهاد العضلات، ويمكن وضع وسادة تحت الذراع الذي يدعم الطفل لتخفيف توتر الكتف والرقبة.
- الجلوس في منطقة مريحة للرضاعة الطبيعية، فيمكن تخصيص مكان معين في المنزل أو الغرفة وتحتوي على بعض الوجبات الخفيفة والماء ووسادة التمريض وبطانية ولوازم التجشؤ وكتاب أو مجلة وغيرها من الضروريات التي يمكن أن تحتاج لها الأم لإتمام جلسة الرضاعة الطبيعية الطويلة مع طفلها.
- الحرص على استرخاء الرقبة والكتفين حيث تقوم بعض النساء بشد عضلات الرقبة والكتف لدعم وزن الطفل، ولذلك لابد من استرخاء هذه العضلات من خلال استعمال وسادة داعمة للظهر.
- دعم الثدي وذلك يتم وفقًا لحجم الثدي أو وضعه فقد يغطي الجزء الأكبر من وجه الطفل ويمكن أن يؤدي دعم وزن الثدي باليد الحرة إلى جعل الوضع أكثر راحة ولابد من جعل أنف الطفل مكشوفة لكي يستطيع التنفس جيدًا.
- الضخ بعد كل جلسة رضاعة طبيعية للطفل وذلك من أجل زيادة الإمداد وبناء مخزون حليب الثدي، فيمكن للأم أن تضخ بعد كل جلسة رضاعة لطفلها، وهذا يساعدها على تفريغ الثديين بشكل كامل وتفادي مضاعفات امتلاء الثدي.
فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للطفل
للرضاعة الطبيعية فوائد كثيرة بالنسبة للطفل وتقسم هذه الفوائد إلى فوائد فورية تحدث خلال الرضاعة وفوائد تحدث على المدى الطويل خلال السنين التي تلي الانتهاء من الرضاعة وسوف نتعرف على هذه الفوائد كالتالي:
-
الفوائد الفورية للرضاعة الطبيعية:
-
-
تحسين أداء الجهاز الهضمي للطفل:
حليب الأم يحتوي على مركبات عديدة تؤثر بشكل مباشر وإيجابي على الجهاز الهضمي لدى الطفل، فتوجد عدة مركبات وهرمونات تقوم بتنظيم نمو وتطور الجهاز الهضمي للطفل، ويمكن القول بأن الاعتماد على حليب الأم للأطفال الرضع يساهم في تكاثر الجراثيم الجيدة bacteria flora التي تدعم الجهاز الهضمي لدى الطفل الذي لا يزال في طور النمو.
حليب الأم يحمي الطفل من خطر الإصابة بالأمراض المعدية، وهذا بسبب احتوائه على العديد من المركبات الخاصة التي لا توجد في الحليب الصناعي التجارية، بما في ذلك البروتينات مثل، اللاكتوفيرين و الليزوزومات والأجسام المضادة والدهنيات مثل، الأحماض الدهنية الحرة و أحادي الجليسيريد وغيرها، كما أن حليب الأم يحتوي على الكربوهيدرات وبعض أنواع
البروتينات السكرية وخلايا الدم البيضاء وبشكل أدق تحتوي على العدلات والبلاعم وهي خلايا ذات قدرة على بلع العديد من العوامل التي تسبب الأمراض وهي المركبات التي يحتاج لها الطفل لتقوية جهازه المناعي.
بالرغم من حرص الشركات التجارية على احتواء الحليب الصناعي على العديد من مركبات الغذاء الأساسية التي يحتاج لها الأطفال حديثي الولادة ولكنه لن يكون بنفس القيمة الغذائية المتوفرة في حليب الأم الطبيعي، وهذا لأن حليب الأم يحتوي على جميع المركبات الغذائية التي يحتاج لها الطفل، ويجب العلم بأن الأمهات اللواتي يعانين من سوء التغذية لايزال الحليب لديهن مفيدًا للرضيع.
-
فوائد الرضاعة الطبيعية على المدى الطويل:
بالنسبة لفوائد الرضاعة الطبيعية على المدى الطويل فهي تشمل ما يلي:
-
-
حماية ضد الأمراض المعدية:
تستمر حماية الطفل من الأمراض المعدية حتى بعد فطامه عن الرضاعة فالأطفال الذين أرضعتهم أمهاتهم لمدة 6 شهور أقل عرضة للإصابة بالأمراض المعدية.
-
-
الحماية من الأمراض المزمنة:
الرضاعة الطبيعية تحمي الأطفال من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة عند الكبر كما تحمي الطفل من الإصابة بالأمراض السرطانية في مرحلة الطفولة.
-
-
التطور الدماغي أو القدرات الذهنية للطفل:
أثبتت الدراسات العلمية وجود علاقة بين الرضاعة لمدة 6 شهور على الأقل وبين ارتفاع اختبارات الذكاء المختلفة في فترة الطفولة والمراهقة.
-
-
تخفيف التوتر وتهدئة الطفل:
تنشأ رابطة عاطفية بين الأم وطفلها خلال جلسات الرضاعة الطبيعية بسبب المواد التي تتوفر في حليب الثدي التي تخفف من توتر الأم و تسهم في تهدئة الرضيع.
"طرق علاج الامساك عند الاطفال الرضع"
نصيحة مغربي
الرضاعة الطبيعية أمر ضروري جدًا لابد أن تحرص كل أم على إرضاع طفلها من حليب الثدي لديها على الأقل لمدة 6 شهور حتى يكتسب الطفل مناعة تساعده على مواجهة العديد من الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها.