التهاب العصب السابع أو كما يسمى شلل العصب الوجهي هو عدم القدرة على تحريك العضلات التي تتحكم في الابتسام والكلام وحركات الوجه الأخرى. يمكن أن يؤثر التهاب العصب السابع على قدرة الشخص على نقل المشاعر. في معظم الأحيان، يقتصر شلل الوجه على جانب واحد من الوجه وليس كلا الجانبين. من خلال مقالنا سنتعرف على هذه الحالة المرضية بشكل مفصل.  

التهاب العصب السابع

يمكن أن يصاب أي جزء من العصب الوجهي الذي يسمى العصب القحفي السابع بالالتهاب أو التلف. عصب الوجه له فروع تسيطر على مجموعات عديدة من عضلات الوجه، بما في ذلك تلك الموجودة في الحاجب والجفن والخد والشفاه، قد يعاني الشخص أيضًا من شلل عضلات الوجه في حالة التهاب العصب الوجهي السابع. إذا كان الالتهاب بسبب تلف في منطقة الدماغ التي ترسل إشارات كهربائية إلى عضلات الوجه. ويمكن أن يساعد التشخيص المبكر بشكل كبير من فرصة استعادة وظائف العضلات بشكل طبيعي.  

أعراض التهاب العصب السابع

تشمل أعراض التهاب العصب السابع تدلي واضح في جلد الوجه خاصةً الحاجب والعين والخد والفم، فعندما تفقد عضلات الوجه الوظيفة الحركية، فإنها تسترخي بشكل كامل، ويرخي الجلد فوق العضلة أيضًا. قد يستطيع بعض الأشخاص التحكم جزئيًا في عضلات الوجه أو قد يعانون من تشنجات عضلية أو ارتعاش، بينما لا يستطيع آخرون تحريك أي عضلة على الجانب المصاب من الوجه. التهاب العصب الوجهي قد يجعل المريض غير قادر على إغلاق الجفن، وقد يعاني المريض أيضًا من جفاف في العين ومشاكل العين الأخرى، ويؤثر على قدرة الشخص على التحدث والكلام.  

أسباب التهاب العصب الوجهي السابع

يمكن أن يكون سبب  التهاب العصب الوجهي هو سبب خلقي، مما يعني أن الشخص قد ولد به، ولكن في الغالب، تحدث هذه الحالة المرضية لدى البالغين نتيجة الإصابة بتلف في أعصاب الوجه. ويعتبر شلل بيل هو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لالتهاب العصب السابع. عادةً ما يتطور هذا النوع من شلل الوجه فجأة ويؤثر على جانب واحد فقط من الوجه، هذه الحالة تكون بسبب تورم العصب الوجهي، مما يقيد مؤقتًا إمداد الدم للعصب، لكن يتعافى العصب بشكل كامل تقريبًا، ويختفي شلل الوجه من تلقاء نفسه في غضون عام.   تشمل الأسباب الأخرى لالتهاب العصب السابع ما يلي:  

• التعرض لإصابة الرأس، والتي قد تتلف العصب السابع.
• التعرض للسكتة الدماغية، وهي حالة تحدث نتيجة لتوقف وصول الدم لجذع الدماغ.
• الإصابة بعدوى فيروسية مثل الهربس البسيط أو الهربس النطاقي.
• في بعض الأحيان، يتطور التهاب العصب السابع ببطء، وتبدأ العضلات الموجودة على أحد جانبي الوجه في فقدان القدرة على الحركة تدريجيًا على مدى أسابيع أو شهور. في هذه الحالة، قد يكون السبب هو نمو غير طبيعي في العصب القحفي السابع. قد يضغط هذا الورم البطيء غير السرطاني على العصب ويسبب شللًا متزايدًا في عضلات الوجه.
• في حالات نادرة مثل جراحة إزالة ورم سرطاني قريب من أعصاب الوجه أو في منطقة المخ التي ترسل إشارات إلى عضلات الوجه, قد ينتج عن هذه الجراحة الإصابة بشلل العصب الوجهي.
• يسبب الاضطراب العصبي الشلل التام عن طريق إتلاف الأنسجة العصبية على جانبي الوجه، ومتلازمة Guillain-Barré، التي يهاجم فيها جهاز المناعة الأنسجة العصبية، هي أحد الأمثلة.

"اعراض التهاب العصب السابع وطرق العلاج"

كيف يتم تشخيص التهاب العصب السابع

قد يستخدم الأطباء اختبارًا تشخيصيًا واحدًا أو أكثر لتحديد سبب الأعراض التي يعاني منها المريض، بناءً على نتائج هذه الاختبارات. يقرر الطبيب إذا كان من الضروري إجراء مزيد من التقييم، ويتم تشخيص التهاب العصب السابع من خلال إجراء بعض الفحوصات، نذكر منها ما يلي:    

• الفحص البصري

  قد يفحص الطبيب بصريًا الوجه لتقييم مدى الالتهاب وشلل الأعصاب ويبدأ الطبيب في طرح بعض الأسئلة مثل متى لاحظت الأعراض لأول مرة؟ وما إذا كان لدى المريض أي تحكم في العضلات في المنطقة المصابة من الوجه؟ و يسأل الطبيب أيضًا ما إذا كان لدى المريض أي أعراض أخرى مثل فقدان السمع أو طنين الأذن؟ لأن العصب القحفي السابع ينتقل عبر أجزاء من الجمجمة إلى جانب العصب القحفي الثامن، الذي يتحكم في السمع، لذلك قد تحدث هذه الأعراض في نفس الوقت مع التهاب العصب الوجهي السابع.    

• تصوير الرنين المغناطيسي

  يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الموجات الراديوية والمجال المغناطيسي لإنشاء صور محوسبة ثلاثية الأبعاد للأنسجة الرخوة في الجسم. يستخدم الأطباء التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص العصب الوجهي بالكامل، يقوم هذا الفحص بتحديد إذا كان هناك أي ورم على العصب أو بالقرب منه. قد يوصي طبيبك بنوع من التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يستخدم عامل تباين أو صبغة تسمى الجادولينيوم. عندما يتم حقن الصبغة في مجرى الدم، تنتقل إلى العصب الوجهي، مما يسلط الضوء على مناطق الالتهاب.    

• تخطيط كهربائي للدماغ

  هو اختبار يستخدم لتقييم وظيفة الأعصاب الطرفية، والتي تشمل العصب الوجهي، من الناحية المثالية، يتم إجراء هذا الاختبار في غضون 14 يومًا من بداية ظهور أعراض الشلل، تساعد النتائج الأطباء في تحديد ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من الاختبارات أو بدء التدخل العلاجي فورًا. لإجراء هذا الاختبار، يضع أخصائي السمع عدة أقطاب كهربائية على الوجه وعلى قاعدة الأذن على جانبي الوجه، الأقطاب الكهربائية عبارة عن أقراص لاصقة مسطحة تلتصق بالجلد وترتبط بجهاز ينتج تيارًا كهربائيًا منخفضًا، قد يشعر الشخص بإحساس غريب ولكنه ليس مؤلمًا. يقوم الطبيب بتحفيز أعصاب الوجه ويقيس استجابة العضلات للتحفيز، تساعد النتائج الأطباء على تحديد ما إذا كانت الأعصاب يمكن أن تعود إلى وظائفها الكاملة بشكل طبيعي أم لا.    

• فحص الدم

  من حين لآخر، قد يوصي الطبيب بإجراء فحص دم لتحديد ما إذا كان التهاب العصب الوجهي السابع ناتج عن  فيروس أو عدوى، يقوم أخصائي بسحب كمية صغيرة من الدم وإرسال العينة إلى المختبر لفحصها، نتائج الاختبار تكون متاحة عادة في غضون أيام قليلة.  

علاج التهاب العصب السابع

من أجل التخلص من آلام التهاب العصب الوجهي السابع لابد من تقليل الضغط على العصب الملتهب ويتم ذلك من خلال وصف الطبيب لمضادات للالتهابات الفيروسية وأدوية تحتوي على الكورتيزون لأنها تساعد على التخلص من الالتهاب بشكل سريع. يحتاج مريض التهاب العصب الوجهي السابع لكورس علاج بالكورتيزون قد يستمر لمدة 21 يومًا ويتم استخدام عقار الكورتيزون بعد تناول الوجبات لتجنب التعرض لأعراض الكورتيزون الجانبية. بجانب العلاج الدوائي هناك علاج منزلي عبارة عن تمارين يقوم بها المريض لتخفيف حدة أعراض الالتهاب هذه التمارين تتم لمنطقة الوجه وعضلاته وتساعد العضلات على اكتساب المرونة اللازمة لحركتها. وبجانب هذه التمارين يجب الإهتمام بنظافة الأسنان والفم بشكل دوري ومنتظم. في بعض حالات التهاب العصب الوجهي السابع قد يصاب الشخص بجفاف في العين هنا يصف الطبيب قطرات لترطيب العين وتقليل أعراض الجفاف.  

نصيحة مغربي

التهاب العصب السابع عادةً ما يشفى تلقائيًا لكن قد يكون علامة على حالة خطيرة. لذلك إذا كان لديك أي أعراض مبكرة لهذا الالتهاب لا تتكاسل في التوجه سريعًا إلى الطبيب المعالج لبدء التشخيص وتقديم العلاج.