اعراض النزيف الداخلي متنوعة وتختلف من حالة إلى أخرى وفقًا لكمية الدم المفقودة و مكان النزيف في الجسم. ومن خلال هذا التقرير سوف نتعرف على مزيد من المعلومات عن النزيف الداخلي وأسبابه وأعراضه أيضًا.  

ماذا تعرف عن النزيف الداخلي؟

يعرف النزيف الداخلي أو النزيف داخل الجسم بأنه فقدان الكثير من الدم وهو يختلف عن النزيف الخارجي لسطح الجلد لأنه لا يمكنك الشعور بالنزيف أو رؤيته. ولذلك فقد يظل المريض ينزف داخليًا بدون انقطاع وإذا لم يحصل على التدخل الطبي الفوري قد تحدث بعض المضاعفات حال عدم معالجته مثل فقدان الوعي المفاجئ أو هبوط حاد في ضغط الدم والوفاة.  

أنواع النزيف الداخلي

النزيف الداخلي حالة مرضية طارئة تحدث نتيجة تضرر الأوعية الدموية بسبب التعرض لحادث أو صدمة قوية. ويجب العلم بأنه ليس مرض ولكنه عرض لمسبب آخر ويوجد نوعان من هذا النزيف وهما كالتالي:    

• النزيف الداخلي الطفيف:

  ويحدث نتيجة تمزق وعاء دموي صغير بالقرب من سطح الجلد وهذا النوع شائع ومنتشر جدًا.    

• النزيف الداخلي الحاد:

  وهذا النوع من النزيف الداخلي خطر ومهدد للحياة لأن لا يمكن التحكم فيه وهو من الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم.  

اعراض النزيف الداخلي

تختلف أعراض النزيف الداخلي باختلاف مكان حدوثه في الجسم وحجم الضرر الذي حدث للوعاء الدموي وأيضًا سرعة النزيف وتوجد مجموعة من الأعراض التي تدل على حدوث الإصابة بالنزيف الداخلي ومنها ما يلي:  

• الشعور بألم مفاجئ في البطن بدون أي سبب وهذا يستدعي مراجعة الطبيب خاصةً في حالة كان المريض معرضًا للإصابة بالنزيف الداخلي.
• نزول دم مع القيء ذو لون أحمر فاتح أو داكن و قد يكون مخلوطًا مع التقيؤ.
• نزول دم مع البراز ويظهر في حالات نزيف الجهاز الهضمي ولون الدم يكون عاملًا مهمًا لمعرفة مكان النزيف، فإذا كان لون النزيف أحمر فاتح فهذا يدل على أن النزيف حدث في الجهاز الهضمي السفلي، أما إذا كان لونه أسود أو مخلوط مع البراز فهذا يدل على أن النزيف كان في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي وقد يكون مصحوبًا ببعض الأعراض الأخرى مثل، شعور المريض بالتعب الشديد أو ضعف العضلات أو شحوب البشرة وصعوبة التنفس.
• السعال الدموي وهو أن يظهر الدم على شكل خيوط مع البلغم أو نزول دم لونه أحمر أو كلون الصدأ عند السعال وهذا عرض غير شائع للنزيف الداخلي فهو ينشأ من أسباب أخرى أقل شيوعًا.
• النزيف المهبلي ويحدث على شكل نزيف حيض شديد وغير منتظم بمعنى أنه يأتي بكميات كبيرة وعلى فترات طويلة وفي غير وقته المحدد وأيضًا حدوث النزيف المهبلي لدى النساء بعد انقطاع الطمث.

ايضا

• خروج دم مع البول وهو يحدث في الكثير من الحالات ولكن بكميات قليلة ولا ترى إلا باستعمال المجهر، وفي حالة حدوث هذا فإنه يدل على تضرر في الكلى أو المثانة أو في جزء من المسالك البولية.
• متلازمة الحيز وهي من حالات النزيف داخل العضلات مما ينتج عنه انتفاخ في العضلات حيث يرتفع ضغط العضلة ويقطع إمداد الدم لها مما يسبب الضرر للأعصاب المغذية لها، وتحدث الإصابة بهذه المتلازمة عند التعرض لكسور في العظام أو في حالة جروح العضلات حيث يشعر المريض بالخدر وصعوبة تحريك العضلة.
• من أعراض النزيف الداخلي أنه يسبب الشعور بألم في المفاصل خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في تخثر الدم أو في حالة تناول أدوية مضادة للتخثر وهذا الألم ينتج عن الضغط الحاصل عند تجمع الدم في المفاصل أو حولها.
• الدخول في الصدمة وهو من أهم أعراض النزيف الداخلي الشديد ويحدث بسبب الهبوط الذي يحدث في الدورة الدموية وبالنسبة لهذه الحالة فلها عدة أعراض مثل تسارع ضربات القلب وزيادة التعرق واضطراب الحالة العقلية للمريض وقد تزداد هذه الأعراض سوءًا إذا استمر النزيف.
• حدوث نزيف في المخ ومن أعراضه الشعور بألم وصداع في الرأس والشعور بالضعف العام و مشاكل الرؤية أو النطق أو تدهور الحالة العقلية للمريض.

 

الحالات التي تحتاج إلى زيارة الطبيب

  هناك بعض المرضى المعرضين لخطر النزيف الداخلي الحاد وفي حالة ظهور بعض الأعراض المقلقة فلابد من مراجعة الطبيب فورًا لأن معناها احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة ومن أهم هذه الأعراض:  

• تسارع شديد في ضربات القلب.
• الشعور بألم حاد ومزمن في البطن.
• في حالة حدوث نزيف أثناء الحمل.
• الإحساس بألم في الصدر والذي قد يسبب ضيق شديد في التنفس.
• في حالة التعرض لشلل أو عدم قدرة المريض على تحريك أي جزء من الجسم.
• ظهور بقع زرقاء حول الشفتين أو الأظافر.
• انعدام إدرار البول ويصبح الجلد باردًا جدًا.
• الشعور بالتعب والوهن الشديد.

 

أسباب الإصابة بالنزيف الداخلي

  من أهم الأسباب التي ينتج عنها الإصابة بالنزيف الداخلي لدى بعض المرضى ما يلي:

• تلف الأوعية الدموية:

الذي يحدث نتيجة التعرض لصدمة قوية أو نتيجة الارتفاع المزمن في ضغط الدم والذي يسبب تمدد الأوعية الدموية، حيث يعتمد مدى الضرر الذي ينتج عن تمدد الأوعية الدموية على مكان حدوثه. فتمدد الشرايين في الدماغ يسبب السكتة الدماغية النزفية ، بينما تمدد الشريان الأبهر يسبب نزيف شديد للمريض حتى الموت، بالإضافة إلى النزيف الداخلي الحاد في تجويف البطن.

• كسور العظام:

قد يحدث نزيف غزير في حالة تعرض العظام للكسر بسبب وجود كميات كبيرة من الدم في النخاع العظمي حيث يتم إنتاج خلايا الدم.

• الإصابة بالاضطرابات النزفية الوراثية:

مثل مرض فون ويلبراند ومرض هيموفيليا وهي أمراض تسبب سيولة في الدم وتمنع التخثر.

• الإصابة بالفشل الكبدي:

والذي يمنع تكون عوامل تجلط الدم ومن أسبابه التهاب الكبد الفيروسي، إدمان الكحول، وتناول الأدوية التي تمنع تجلط الدم مثل، الوارفارين و الهيبارين، وتناول الأدوية التي تمنع وظيفة الصفائح الدموية.

• تهيج بطانة المريء والمعدة والأمعاء:

والذي ينتج عن التدخين وتعاطي الكحول وتناول الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية أو انسداد الأمعاء.

• العمليات الجراحية:

قد يكون النزيف من مضاعفات العمليات الجراحية.

• التهاب القولون الحاد:

والذي قد يحدث بسبب التسمم الغذائي والطفيليات.

• انخفاض عدد الصفائح الدموية:

وهي المسئولة عن تجلط الدم.

• اعتلال الأوعية الدماغية النشوانية:

• وهو مرض يحدث نتيجة تراكم البروتينات في جدار الشرايين الدماغية مما يسبب تمزقها.

• نقص فيتامين (ك):

وهو المسئول عن إنتاج الإنزيمات التي تساعد في تجلط الدم.

• الإصابة ببعض السرطانات:

مثل سرطان الرئة أو متلازمة الأباعد الورمية.  

علاج اعراض النزيف الداخلي

يجب العلم بأن معالجة النزيف الداخلي يعتمد في المقام الأول على حدة النزيف نفسه و يكون كالتالي:    

• علاج النزيف الداخلي الطفيف:

  يعتمد العلاج في هذه الحالة على راحة المريض وإعطائه الكثير من السوائل وهذا يساعد الجسم في تشكيل الخثرة الدموية ووقف النزيف. ""طرق الإسعافات الأولية لعلاج اعراض النزيف الداخلي  

• علاج النزيف الداخلي المعتدل والحاد:

 

• • في هذه الحالة يقوم الطبيب بحقن المريض بفيتامين K وبلازما مجمدة ونقل الدم والصفائح الدموية ليساعد في توقف النزيف.
  • ويستخدم بعض الأطباء جرعات كبيرة من المواد التي تعمل على حث الجسم ومساعدته في تشكيل خثرات دموية بهدف إيقاف النزيف وإصلاح الضرر الذي حدث في جدار الوعاء الدموي.
  • بعض الحالات قد تحتاج إلى الخضوع لجراحة من أجل إصلاح الضرر الذي حدث في الوعاء الدموي وغلق الوعاء الدموي النازف.

 

الإسعافات الأولية للمصاب بأعراض النزيف الداخلي

في حالة ظهور أعراض النزيف الداخلي على المريض يمكن إتباع بعض الإسعافات الأولية له لحين وصول سيارة الإسعاف أو التوجه إلى المستشفى وهذه الخطوات هي:

• فحص مستوى الوعي لدى المريض من خلال توجيه بعض الأسئلة البسيطة له.
• مساعدة المريض على الاستلقاء على ظهره مع رفع ساقيه فوق مستوى القلب.
• الحرص على بقاء المريض دافئ من خلال تغطيته.
• عدم تقديم أي شراب أو طعام للشخص المصاب بالنزيف الداخلي.
• طمأنة المريض وعدم إثارة توتره أوغضبه.

 

نصيحة مغربي

النزيف الداخلي أمر في غاية الخطورة خاصةً مع الأشخاص الأكثر عرضه للإصابة به. ولذلك لابد من مراقبة هؤلاء المرضى ومتابعتهم جيدًا ولابد من تلقي الرعاية الطبية المناسبة حتى لا يسبب لهم هذا النزيف أي مخاطر أو مضاعفات.