درجة حرارة جسم الإنسان
درجة حرارة جسم الإنسان، هي المقياس الحقيقي لقدرة الجسم على توليد الحرارة والتخلص منها، خاصة وأن الجسم له قدرة كبيرة في الحفاظ على الحرارة عند مستوى محدد، وهو ما يتم ترجمته حال تعرض الجسم للحرارة. وجسم الإنسان له قدرة عالية في الحفاظ عليها ضمن مستوى محدد على الرغم من التّباين العالي لدرجات الحرارة حيث تبدأ الأوعية الدموية المتواجدة في الجلد بالتوسع فتحمل الحرارة الزائدة إلى سطح الجلد لتتخلّص منها، عن طريق العرق وهو ما يساعد على خفض درجة الحرارة. في المقابل، وعند شعور الإنسان بالبرد فتبدأ الأوعية الدموية بالانقباض بهدف الحفاظ على درجة الحرارة داخل الجسم، ومن ثم تقوم العضلات بالرجفة، بحركة لا إرادية وذلك من أجل توليد الحرارة لرفع درجة حرارة الجسم. تختلف درجة حرارة الجسم، من إنسان إلى آخر، وذلك حسب العمر والأنشطة المبذولة وكذلك أوقات اليوم، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة الجسم الطبيعية 37 درجة مئوية، وتكون هذه الدرجة متباينة بالزيادة او النقصان بنحو 0.6 درجة، حسب طريقة قياس الحرارة سواء عن طريق الفم، او عن طريق فتحة الشرج.ارتفاع درجة حرارة الجسم
درجة الحرارة المرتفعة في جسم الإنسان، هي ليست مرض، ولكنها عرض لمرض معين، وتعد درجة الحرارة مرتفعة إذا تجاوزت 38 درجة، وتكون أكثر خطورة على الأطفال التي تكون أعمارهم أقل من 6 أشهر.كيفية قياس درجة حرارة الطفل
هناك العديد من الأدوات التي يمكن من خلالها قياس درجة حرارة جسم الطفل، نذكر منها ما يلي:- الترمومتر الزئبقي: يكون في شكل أنبوبة زجاجية، تحتوي على مادة الزئبق وتعمل على قياس درجة الحرارة، غير أن هذه الطريقة تعد من الطرق الخطرة، خاصة وأن الترمومتر مصنوع من الزجاج ومعرض للكسر، وبالتالي استنشاق مادة الزئبق السامة.
- الترمومتر الرقمي: يحتوي هذا النوع على أجهزة استشعار حرارة إلكترونية، وتستخدم عن طريق الفم، أو الإبط، أو المستقيم.
- الترمومتر الرقمي للأذن: هذا النوع يحتوي على أشعة تحت الحمراء، بهدف قياس درجة الحرارة داخل قناة الأذن، ويعد من أقل أدوات قياس الحرارة دقة، في ظل وجود الشّمع وانحناء قناة الأذن.
- ترمومتر الشريان الصدعي للحرارة: هو عبارة عن ماسح ضوئي، بالأشعة تحت الحمراء لقياس درجة حرارة الشريان الصدعي في جبهة الطفل.
ما هي السخونة عند الأطفال؟
بشكل عام تُعرف السخونة على أنها ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 37.5 درجة مئوية وهي إحدى علامات مقاومة الجسم لعدوى أصيب بها الطفل.أسباب إصابة الأطفال بالسخونة
ترتفع درجة حرارة جسم الطفل في حالة إصابته بأشكال مختلفة من العدوى أو المرض فالسخونة تشكل إحدى أشكال مقاومة الجسم لهذه العدوى وللقضاء على البكتيريا والفيروسات المسببة للعدوى وتمنعها من التكاثر. توجد مجموعة من الأسباب والعوامل التي تسبب السخونة لدى الطفل ونذكر منها:- الإصابة بفيروس الأنفلونزا أو التهاب مجرى التنفس العلوي .
- التهاب اللوزتين والأذن.
- الإصابة بالتهابات الكلى والمسالك البولية.
- الطفح الوردي وهو عبارة عن التهاب يسبب ارتفاع درجة الحرارة وظهور طفح جلدي لدى الطفل.
- الإصابة بالحصبة أو السعال الديكي.
- قد ترتفع درجة حرارة جسم الطفل كعرض جانبي للعديد من تطعيمات الأطفال.
- وقد تحدث السخونة بسبب ارتداء الطفل الكثير من الملابس في جو حار.
علاج السخونة عند الاطفال في المنزل
توجد العديد من الطرق لـ علاج السخونة عند الاطفال و خفض الحرارة المرتفعة للطفل فمعظمها لا تحتاج إلى الطبيب ويتم معالجتها منزلياً إلا إذا كان الطفل يعاني من نقص المناعة أو يتبع علاج كيميائيا أو استمر ارتفاع درجة الحرارة عن يومين. توجد مجموعة من الطرق المنزلية التي يمكن إتباعها ومنها:- يجب قياس درجة حرارة الجسم أولاً عن طريق أنواع مختلفة من موازين الحرارة ومنها الزئبقي و الأذني والرقمي.
- ينصح الأطباء بقياس الحرارة عن طريق الشرج لأنها تكون نتيجة دقيقة جداً ومن الممكن قياسها عن طريق الفم للأطفال الأكبر سناً أو وضعها تحت الإبط لمدة لا تقل عن ثلاث دقائق.
- يمكن إعطاء الطفل بعض الأدوية بدون وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين، والأيبوبروفين لخفض درجة الحرارة ويجب إتباع إرشادات الاستخدام المرفقة مع الأدوية.
- يجب تقديم أدوية خفض الحرارة للطفل مدة لا تقل عن 24 ساعة كي لا تعود السخونة مرة أخرى.
- يجب تخفيف الملابس التي يرتديها الطفل داخل المنزل حتى لو كان الجو بارداً لأن الملابس الكثيرة تعمل على عزل الحرارة في الجسم وبالتالي منعها من الانخفاض.
- استحمام الطفل بالماء الفاتر لمدة 10 دقائق في الساعة الواحدة.
- يجب الحذر من استعمال الكحول في معالجة السخونة لأنه تصرف شائع بين الكثير من الأمهات وذلك لخطورته على صحة الطفل.
- يجب منع الطفل من الإصابة بالجفاف وذلك يحدث إذا خسر الطفل كميات كبيرة من السوائل عن طريق الجلد والرئتين وذلك في حالة ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 39 درجة مئوية ولكي تحميه من التعرض للجفاف يجب تعويض الجسم بالسوائل مثل تناول الحساء والعصائر الطبيعية وبعض المحاليل الطبية و إعطائه محلول معالجة الجفاف ويشترط ألا تحتوي هذه السوائل على الكافيين لأنه يزيد من إدرار البول ويزيد من خسارة السوائل.
- شرب الماء فقط لا يحمي الطفل من الجفاف لأنه لا يحتوي على الجلوكوز والمعادن الضرورية للجسم وصحة الطفل.
- في حالة كان الطفل يعاني من القيء أو الإسهال وكلاهما يساهمان في حدوث الجفاف ويمنعان تروية الجسم يجب مراجعة الطبيب الخاص بطفلك لمعرفة السبب وإعطاء الطفل العلاج المناسب للإسهال والقيء.
الإجراءات الطبية لـ علاج السخونة عند الاطفال
عند ارتفاع درجة حرارة الطفل يكتفي الطبيب بإعطاء خافض حرارة ومحاليل إعادة تروية الجسم كإجراء طبي لـ علاج السخونة عند الاطفال ومن النادر أن يعطي الطبيب مضاد حيوي وذلك لأن معظم حالات ارتفاع الحرارة يكون سببها التهاب فيروسي في الجهاز التنفسي لذلك فالمضادات الحيوية قد تزيد الأمر سوءاً في تلك الحالة لأنها تضعف مناعة الطفل وتعرضه للأضرار الجانبية للأدوية يعطي الطبيب المضادات الحيوية للطفل في حالة التأكد من إصابة الطفل بعدوى بكتيرية وليست فيروسية مثل التهاب المسالك البولية أو التهاب الحلق و الأذن أو التهاب الجهاز الهضمي أو الجيوب الأنفية وغيرها من الأمراض التي قد تصيب الطفل.متى يجب زيارة الطبيب؟
توجد بعض الحالات التي يجب فيها مراجعة الطبيب للاطمئنان على الطفل ونذكر منها:- استمرار شعور الطفل بعدم الراحة رغم انخفاض درجة الحرارة.
- عدم نزول دموع من الطفل عند البكاء.
- عدم تبول الطفل لمدة 8 ساعات فذلك دليل على إصابته بالجفاف.
- عودة الأعراض المصاحبة للحرارة بعد انخفاضها.
- في حالة معاناة الطفل من ارتفاع درجة الحرارة لمدة يومين خاصة إذا كان عمره أقل من سنتين وبلغت درجة الحرارة 38 درجة مئوية.
- في حالة وصول درجة حرارة الطفل إلى 40 درجة مئوية لابد من الذهاب للطبيب فوراً.
- إذا كان الطفل يعاني من مشكلة أخرى مثل الإسهال أو القيء أو ألم بالحلق والأذن مع ارتفاع درجة الحرارة.
- في حالة إصابة الطفل ببعض الأمراض مثل, مشاكل بالقلب أو الأنيميا المنجلية أو مرض السكري.
- يجب الذهاب إلى أقرب مستشفى في حالة معاناة الطفل من ألم شديد مصحوب بالتشوش أو البكاء الشديد بدون توقف وعدم القدرة على المشي أو في حالة واجه الطفل صعوبة في التنفس.
- في حالة تغير لون الشفاه أو اللسان أو الأظافر للون الأزرق لابد من الذهاب لأقرب مستشفى لعمل الإجراءات اللازمة للطفل.
- إذا ظهر على الطفل طفح جلدي أو تشنج في الرقبة أو كدمات لابد من مراجعة الطبيب.
أخطاء شائعة في التعامل مع درجة حرارة الطفل المرتفعة
يقع الكثير من اولياء الأمور في اخطاء متعددة عند التعامل مع ارتفاع درجة حرارة أطفالهم، بشكلٍ قد يؤثر سلبًا على صحة الطفل, ومن أبرز هذه الأخطاء:-
الكمادات بالثلج أو الماء البارد
يلجا الكثير من الناس إلى عمل كمادات الماء البارد أو الثلج، بهدف خفض درجة حرارة جسم الطفل، ولكن يتم وضع هذه الكمادات في اماكن غير صحيحة، مثل البطن، وهذا من الأخطاء الشائعة، ويجب وضع الكمادات على الجبين والأيدي.
-
الاستحمام بالماء البارد مباشرة
أيضًا يعتبر وضع الطفل تحت الماء البارد مباشرة، من الأمور الخاطئة، ولكن يمكن أن يتم غسل جسم الطفل بالماء العادي.
-
الأدوية
يعتقد الكثير من الأهل أن استخدام الأدوية دون الحصول على وصفة طبية، قد يساعد في خفض درجة حرارة الجسم، بحسب أحدث الدراسات الطبية التي أثبتت أن نحو 50% من أولياء الأمور يلجئون لإعطاء أطفالهم الدواء دون استشارة الطبيب، خاصة وأن هذه الادوية قد لا تتناسب مع حالة الطفل المرضية.
-
الجرعة الزائدة
يظن الكثير من أولياء الأمور، أنه بإعطاء الطفل جرعات زائدة من الدواء الموصوف من قبل الطبيب لخفض درجة حرارة الجسم، قد يعجل في الشفاء، وهو أمر خاطئ وقد يأتي بنتائج عكسية، وقد يسبب تسمم للطفل، لذلك يجب الالتزام بالجرعات التي حددها الطبيب، وكذلك بمواعيدها.
-
السبيرتو
من الاخطاء الأكثر شيوعًا عند عامة الناس، هو استخدام مادة السبيرتو وهي إحدى المواد البترولية، بدهان جسم الطفل بزعم خفض درجة الحرارة، خاصة وأن هذه المادة تكون باردة جدًا، في حين تسبب هذه المادة أضرار عديدة للطفل، أبرزها امتصاص الجلد لهذه المادة التي قد تؤدي إلى أضرار خطيرة في المستقبل.
كان هذا مقالنا عن علاج السخونة عند الاطفال واهم النصائح للحفاظ علي صحة طفلك.