تعمل حاستي التذوق والشم معًا للمساعدة على الاستمتاع بالأطعمة والمشروبات، وفي بعض الأحيان يحدث فقدان حاسة الشم والتذوق نظراً لأسباب عديدة، مثل التقدم في السن، أو بسبب مشكلة صحية، أو تناول دواء ما، سنتعرف في هذا المقال على ما أسباب فقدان حاسة الشم والتذوق؟ وكيف تؤثر هذه الأسباب على التذوق والشم.
ما العلاقة بين حاسة الشم وحاسة التذوق؟
ترتبط كل من حاسة الشم وحاسة التذوق ارتباطًا وثيقًا، حيث أن الجهاز أو براعم التذوق في اللسان تحدد التذوق، والأعصاب الموجودة في الأنف تتعرف على الشم. يتم توصيل كلا الإحساسين إلى الدماغ، الذي يدمج المعلومات بحيث يمكن التعرف على النكهات وتقديرها.
حاسة الشم لدينا مسؤولة عن حوالي 80% مما نتذوقه، وبدون حاسة الشم تقتصر حاسة التذوق على خمسة أحاسيس مختلفة فقط: الحلو، والمالح، والحامض، والمر، أو الإحساس المالح، بينما جميع النكهات الأخرى التي نختبرها تأتي من الرائحة عن طريق الأنف.
الخلاصة أن التذوق والشم هما حاستان كيميائيتان تعملان معًا. عندما لا تتمكن من شم رائحة الأطعمة والمشروبات، فإن ذلك يؤثر على مذاقها، وتعمل الحاستان معاً كالتالي:
- فعل الأكل أو الشرب يطلق الجزيئات.
- تحفز هذه الجزيئات المستقبلات في أنفك وفمك.
- ترسل المستقبلات رسائل إلى دماغك.
- يجمع دماغك هذه المعلومات لمساعدتك في التعرف على النكهات المعقدة والاستمتاع بها.
ما أسباب فقدان حاسة الشم والتذوق؟
يمكن أن تتسبب العديد من الأسباب والعوامل المختلفة في فقدان حاسة الشم والتذوق، وتشمل أهم هذه الأسباب ما يلي:
أسباب فقدان حاسة الشم والتذوق المتعلقة بالعمر
مع التقدم في العمر، يفقد بالشخص عض ألياف الأعصاب الشمية في الأنف بشكل طبيعي، ويصبح لدى الشخص عدد أقل من براعم التذوق، وتكون الأعصاب المتبقية ليست بالكفاءة المطلوبة، وخاصة بعد سن الستين. وهذا غالبًا ما يؤثر على القدرة على الشعور بالمذاق المالح أو الحلو أولاً، لذلك يجب عدم إضافة المزيد من الملح أو السكر إلى طعامك. فقد يتسبب ذلك في مشاكل صحية أخرى.
أسباب فقدان حاسة الشم والتذوق المتعلقة المرض أو العدوى
يعد أي عامل يسبب تهيج أو التهاب في البطانة الداخلية للأنف الشعور بالاحتقان أو السيلان أو الحكة أو التنقيط من العوامل التي تؤثر على حاستي الشم والتذوق، ويشمل ذلك نزلات البرد الشائعة والتهابات الجيوب الأنفية والحساسية والعطس والاحتقان والإنفلونزا والعدوى الفيروسية مثل العدوى بفيروس كوفيد-19. وفي معظم هذه الحالات، تعود الحواس عند مرضى إلى طبيعتها عندما تتتحسن الحالة وتختفى عدوى الجهاز التنفسي العلوي أو الالتهابات نتيجة الفيروسات والبكتريا.
أسباب فقدان حاسة الشم والتذوق المتعلقة بانسداد الأنف
إذا لم يتمكن المصابين من الحصول على ما يكفي من الهواء عن طريق الأنف، فسوف تتأثر حاسة الأنف، ثم تؤثر حاسة الشم على التذوق. فعلى سبيل المثال تحدث انسدادات الأنف إذا كان المريض يعاني من أي من الحالات التالية:
سلائل الأنف، وهي أورام غير سرطانية تنمو في بطانة الأنف والجيوب الأنفية ويمكن أن تكون سبب لفقدان الشم والتذوق.
أمراض انحراف الحاجز الأنفي، مما يجعل أحد الممرات الأنفية أصغر من الآخرـ ويمكن أن تؤدى أو يكون سببا في خلل الذوق والشم.
يتم علاج كلتا الحالتين باستخدام بخاخات الأنف أو الأدوية أو الجراحة.
فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب إصابة الرأس
يحمل العصب الشمي معلومات الرائحة من الأنف إلى الدماغ، ويمكن أن تؤدي الصدمة التي تصيب الرأس أو الرقبة أو الدماغ إلى إتلاف هذا العصب، وكذلك بطانة أنفك أو ممراتك الأنفية أو أجزاء الدماغ التي تشعر بالرائحة، يتم ملاحظة ذلك على الفور أو بمرور الوقت بعد التعرض للإصابة. في بعض الحالات، يستعيد المريض القدرة على الشم والتذوق من تلقاء نفسها، خاصة إذا كان الفقدان خفيفًا في البداية، وقد تتحسن جزئيًا ولا يتمكن إلا من تذوق أو شم النكهات والروائح القوية.
حالات طبية تسبب فقدان حاسة الشم والتذوق
لكن فقدان حاسة الشم يمكن أن يكون علامة تحذير مبكرة من الخرف ومرض الزهايمر ومرض باركنسون، كما يمكن أن تؤدي الحالات الطبية الأخرى إلى إتلاف الأعصاب التي تؤدي إلى مركز الشم في الدماغ أيضًا، وتشمل هذه الأمراض ما يلي:
- مرض السكري.
- شلل بيل.
- مرض هنتنغتون.
- متلازمة كلاينفيلتر.
- التصلب المتعدد.
- مرض باجيت في العظام.
- متلازمة سجوجرن.
- التهاب الجهاو التنفسى العلوى.
لذلك إذا لم يتمكن المريض من التذوق أو الشم بعد بضعة أيام من بدء الحالة، فيجب أن يصل إلى الطبيب ويتحدث معه لاستبعاد أي اضطراب تلك الحالات الطبية.
فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب الإصابة بالسرطان
يمكن لبعض أنواع السرطان تغيير الرسائل بين كل من الأنف والفم والدماغ، ويشمل ذلك الأورام في الرأس أو الرقبة، كما يمكن علاجات السرطان أيضاً أن تسبب فقدان الشم والتذوق، مثل العلاج بالإشعاع لتلك المناطق، كذلك يمكن أن يكون للعلاج الكيميائي أو العلاج الموجه وبعض الأدوية لعلاج الآثار الجانبية تأثير أيضًا على حاستي الشم والتذوق. قد يشعر المريض أيضاً بطعم معدني في الفم أو تكون بعض الروائح مختلفة أو أقوى، وغالبًا ما تختفي هذه المشكلات عند انتهاء العلاج.
فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب بعض الأدوية
يمكن لبعض الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة أن تؤثر على حاستي الشم والتذوق، وخاصة المضادات الحيوية وأدوية ضغط الدم، وذلك إما بتغيير مستقبلات التذوق، أو تشويش الرسائل من براعم التذوق إلى الدماغ.
فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب نقص الفيتامينات
قد يكون فقدان التذوق والشم ناتجاً عن الإصابة بنقص الفيتامينات، حيث يمكن أن تتسبب بعض الحالات والأدوية في نقص الفيتامينات المرتبطة بالرائحة والتذوق، مثل فيتامين أ، وفيتامين ب6، وفيتامين ب12، والزنك.
فقدان حاسة الشم والتذوق الناتج عن التدخين والمخدرات والمواد الكيميائية
يمكن لدخان التبغ أن يؤذي أو يقتل الخلايا التي تساعد الدماغ على تصنيف الروائح والتذوق، ويمكن أن يتسبب التدخين أيضًا في إنتاج الجسم المزيد من المخاط وتقليل عدد براعم التذوق لدى المريض، كما يمكن أن يكون لاستخدام الكوكايين تأثير مماثل على الخلايا الحسية، كذلك نتيجة استخدام المواد الكيميائية الخطرة مثل الكلور ومذيبات الطلاء والفورمالديهايد.
ما العلاقة بين الإصابة بالكوفيد وفقدان حاسة الشم والتذوق؟
لا يزال الباحثون يحاولون تحديد كيفية وسبب تأثير كوفيد أو فيروس كورونا (COVID-19) على الشم والذوق، تشير إحدى الدراسات إلى أن الإصابة بكوفيد أو الفيروس لا يدمر الخلايا العصبية الحسية الشمية عند المرضى بشكل مباشر، لكن قد يؤثر على الخلايا التي تدعم هذه الخلايا العصبية، وبمجرد اختفاء العدوى، يبدأ العصب الشمي في العمل بشكل صحيح مرة أخرى.
كيف يمكن اختبار القدرة على التذوق؟
يتم اختبار القدرة على التذوق بشكل طبيعي من خلال تناول بعض الأطعمة، مثل:
- أطعمة ذات مذاق حلو، مثل مكعبات السكر.
- أطعمة حمضية مثل عصير الليمون.
- أطعمة ذات مذاق مالح، مثل الملح.
- مواد ذات مذاق مر، مثل الصبار.
ما علاج فقدان الشم والتذوق؟
يقوم الطبيب في البداية بإجراء فحص جسدي ويسأل عن الأعراض الأخرى مثل احتقان الأنف، أو التهابات تنفسية حديثة أو إصابات في الرأس أو مشاكل أخرى. كما يسأل أيضًا على قائمة كاملة بالأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولها المريض.
يتم اختيار العلاجات من خلال السيطرة على المشكلة التي تؤثر على التذوق والشم، وإذا كانت بسبب مكمل أو دواء فقد يحتاج المريض إلى تغييره، يمكنك اتخاذ هذه الخطوات لجعل وجبات الطعام أكثر متعة:
- أضف كميات صغيرة من الجبن أو المكسرات المحمصة إلى الأطباق.
- استخدم الأعشاب العطرية والتوابل والبهارات وليس الملح لتعزيز النكهة.
- تناول الأطعمة ذات القوام والألوان المختلفة.
- تخطي الأطباق مثل الطواجن التي تجمع بين الكثير من الأطعمة، لأن الخليط يخفف النكهات.
هل يمكن أن يسبب فقدان حاسة الشم أو التذوق مضاعفات؟
تشمل المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن فقدان حاسة الشم والتذوق ما يلي:
- عندما تتأثر حاسة الشم أو التذوق، يصبح الشخص غير قادر على تناول الطعام بشكل طبيعي، وذلك يمكن أن يعرض المريض لخطر سوء التغذية والجفاف وفقدان الوزن غير الصحي.
- كذلك يمكن أن يلجأ المريض إلى إضافة الكثير من السكر أو الملح لإعطاء نكهة الطعام، وهذه الإضافات يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
- كما أن ضعف حاسة الشم والتذوق تعرض الجسم لخطر التسمم الغذائي لأن المريض لا يستطيع معرفة إذا كانت الأطعمة فاسدة أم لا. قد لا تتمكن أيضًا من شم رائحة النار والدخان والغاز الطبيعي والمواد الكيميائية الضارة في الأماكن المحيطة.
- قد تساهم قلة الشهية مع عدم القدرة على شم الروائح الممتعة في الإصابة بالاكتئاب.
الأسئلة الشائعة
هل فقدان الشم والتذوق خطير؟
لا يعد فقدان الشم والتذوق خطير، لكن في بعض الحالات يمكن أن يكون خطيراً إذا تسبب في التسمم بسبب شم الدخان والغاز الطبيعي والمواد الكيميائية الضارة في الأماكن المحيطة.
كم يستمر فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب الإنفلونزا؟
تعود الحواس تدريجيًا إلى وضعها الطبيعي بعد الشفاء من العدوى، لكن يمكن أن تختلف عملية التعافي من شخص لآخر، وفي بعض الحالات، قد يستغرق الأمر عدة أسابيع أو حتى أشهر حتى تعود حاستي التذوق والشم بشكل كامل.